نهب المقدرات.. سياسة إخوانية لضمان البقاء في السلطة
في كل محافظة تسيطر عليها مليشيات الإخوان الإرهابية لا تتوقف جرائم سرقة المقدرات بأشكال وطرق وأساليب مختلفة، ما يعد سياسية عامة ترتكن عليها المليشيات لتعزيز نفوذها في تلك المناطق وبما يضمن بقاءها على رأس السلطة، غير أن أبناء هذه المحافظات هم من يقع عليهم الضرر الأكبر في غياب كافة أساليب الرقابة ومكافحة الفساد.
بالنظر إلى الأوضاع في محافظة تعز، فإن مليشيات الإخوان تمضي يوميا في ارتكاب جرائم السرقة بحق المواطنين سواء كان ذلك عن طريق الجبايات التي توسعت فيها خلال العام الأخير، وبدت كأنها الوسيلة الأساسية لجمع المال في المحافظة، بالإضافة إلى انتهاك حرمات البيوت والتعدي على الأهالي وسرقة مقدراتهم، هذا بالإضافة إلى سرقة رواتب الموظفين بشكل علني وتوجيهها إلى المجهود العسكري الذي هو بالأساس ضد أبناء المحافظة وليس المليشيات الحوثية التي تتعايش معها على حدود المحافظة.
ما يجري في تعز يتكرر بأشكال وأدوات مختلفة في محافظة لحج، والتي لا يكتفي محافظها بسرقة الأموال بل أنه يقوم بتهريبها إلى المحافظات الشمالية لدعم العناصر الإرهابية هناك والتي لا تفعل شيئا سوى أنها تتجه إلى الجنوب لمعاداة أبنائه، هذا بالإضافة إلى إفساح المجال أمام عصابات السرقة والتي تعيث في الأرض فسادا وتمارس جرائمها بحق المواطنين الأبرياء.
الأمر لا يختلف كثيرا في محافظة شبوة، إذ تشهد المحافظة كافة أنواع الفساد، بدءا من سرقة أموال المواطنين ومرورا بالاستيلاء على الرواتب ونهاية بنهب المقدرات التي تتمتع بها المحافظة سواء كان ذلك من خلال تهريب النفط عبر الموانئ غير الشرعية ( ميناء قنا)، أو من خلال تجارة السلاح من خلال إغراق المحافظة بالأسلحة وإثارة الفوضى فيها، أو عبر تجارة المخدرات لتغييب عقول المواطنين والتربح من ورائها.
ومؤخرا صرف محافظ شبوة الإخواني المدعو بن عديو، 30 مليون ريال لإقامة مهرجان الفنون بالمحافظة التي تشهد انهيارًا كليًا بالخدمات والمرافق، وبحسب مصادر فإن التكلفة الفعلية للمهرجان لا تتجاوز ثلاثة ملايين ريال، موضحةً أن الواقعة تمثل أحد مظاهر فساد الإخوان بالمحافظة.
وكشفت مصادر مطلعة في تصريحات لـ "المشهد العربي" عن تلقي الإخواني المدعو محمد سالم الأحمدي مدير الثقافة التابع لحزب الإصلاح (الذراع السياسية لتنظيم الإخوان الإرهابي)، الميزانية.
فيما واصلت السلطة الإخوانية في محافظة شبوة بقيادة المدعو بن عديو، رفع أسعار المشتقات النفطية في المديريات، إلى مستويات جنونية، وكشفت مصادر محلية عن ارتفاع سعر لتر البنزين إلى 610 ريالات، بما يعادل 12 ألفا و200 ريال للدبة (سعة 20 لترًا).
وفي محافظة تعز نشبت خلافات كبيرة بين قيادات إخوانية بالسلطة المحلية في مديرية الشمايتين بمحافظة تعز، على تقاسم أموال الأوقاف، وفضح قرار مأمور المديرية الإخواني المدعو عبد العزيز الشيباني، باحتجاز مدير مكتب الأوقاف في المديرية المدعو منير المسني، الواقعة.
ووجه المدعو الشيباني، باحتجاز المسني في غرفة بالمجمع الحكومي، بسبب تخلف الأخير عن تقاسم مبلغ 100 مليون ريال نظير السماح لتجار بالبناء على أراضي الاوقاف في مدينة التربة ومركز الشماية الشرقية وعزلة دبع، بالإضافة إلى تأجير أراضي بدون علم مأمور المديرية.
وأكد مصدر مطلع أن الخلافات بين الطرفين تفجرت بعد مماطلة مدير مكتب الأوقاف في تحويل مبلغ 50 مليونا إلى حساب الشيباني، تطبيقًا لاتفاق سابق بينهم.
وتشكل أراضي الأوقاف ثلث مساحة المديرية، وتعود في غالبيتها إلى أيام الدولة الرسولية والمملكة المتوكلية، وارتفعت أسعار الأراضي والعقارت مع تحول مديرية الشمايتين إلى منطقة حيوية ومنفذ رئيسي لمحافظة تعز، شجعت القيادات الإخوانية على الاتجار بأراضي الأوقاف، والتنازل عنها مقابل رشاوى.