تحذيرات المياه.. صنابير اليمن التي تُوقِد نارًا
تجدّدت التحذيرات الصادرة عن منظمات الأمم المتحدة بشأن تفاقم أزمة نقص المياه، كإحدى الأزمات الإنسانية الناجمة عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014.
ففي هذا الإطار، كشف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" التابع لمنظمة الأمم المتحدة عن أنّ البنية التحتية تعمل بكفاءة أقل من 5٪، مضيفا أن نصف السكان لا يحصلون على مياه آمنة.
المكتب الأممي أشار في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إلى حاجة قطاع المياه والإصحاح البيئي إلى حوالي 330 مليون دولار لتأهيله.
يُضاف هذا التوثيق المرعب إلى هول الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب فيما يتعلق بنقص المياه، حيث تؤكّد بيانات أممية أنّ سكان الأرياف يضطرون إلى قطع مسافات طويلة بحثًا عنها، فيما يدفع سكان المدن مبالغ مالية كبيرة نظير شراء صهاريج المياه.
ويعيش 16 مليون شخص دون أن يحصلوا على مياه نظيفة، وذلك في ظل معاناة قاتمة من محدودية الوصول إلى المياه، علمًا بأنّ هذه الأزمة كانت متواجدة قبل بدء الحرب لكن تضاعفت كثيرًا في الفترة الماضية.
وعلى وجه التحديد، فإنّ محافظات صنعاء وتعز وإب والمحويت وحجة من أكثر المناطق معاناة بفعل أزمة المياه التي ازدادت حدتها مع جفاف آبار الشرب وتوقف المضخات بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيلها.
وسبق أن كشفت مفوضية شؤون اللاجئين، في أحد بياناتها، أنّ عشرات الآلاف من السكان يواجهون صعوبات جمة وخصوصا نقص الوقود، وأنّ النازحين يعيشون بدون حمامات كافية أو إمدادات المياه، حيث أدى نقص الوقود إلى تعطيل عملية ضخ المياه.
معاناة السكان لا تقتصر على هذا النحو، فالأمر مرتبط أيضًا بالأوضاع الصحية المزرية، فتقول الأمم المتحدة إنّ أكثر من ربع الحالات التي يُشتبه في إصابتها بالإسهال المائي الحاد والكوليرا والبالغة حوالي مليون حالة، هم من الأطفال ما دون الخامسة من العمر، وأكثر من 385 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ويصارعون من أجل البقاء، علمًا بأنّ المياه الصالحة للشرب تشكّل أحد أهم أسباب سوء التغذية.