الاعتداءات على وسائل الإعلام.. لماذا يتبع الحوثيون سياسة الصوت الواحد؟
من جديد، عاودت المليشيات الحوثية استهدافها المروّع لوسائل الإعلام، رافضةً أن تترك فرصةً للتعبير عن الرأي لا سيّما إذا كان مخالفًا لتوجهات هذا الفصيل الإرهابي.
الحديث عن اعتداء نفّذته المليشيات الحوثية على مكتب وكالة رويترز في صنعاء، حيث اعتقلت بعض الإعلاميين العاملين فيه بعد نحو شهرين من منح ترخيص للمكتب، وذلك بسبب استطلاع لرأي المواطنين في صنعاء، رحّب بالمبادرة السعودية للسلام في اليمن.
"المشهد العربي" علم من مصدر إعلامي في صنعاء أنّ مليشيا الحوثي المدعومة من إيران جن جنونها بعد بث قناة الحدث استطلاعا للرأي للمواطنين وهم يرحبون ويشيدون بالمبادرة السعودية ويطالبون بإحلال السلام.
وأضاف المصدر أن المليشيات اتهمت مصوري وكالة رويترز بتنفيذ الاستطلاع وقامت عناصرها الإرهابية باقتحام مكتبها في صنعاء وإغلاقه، ومطاردة مصوريها.
وحمل المصدر مليشيا الحوثي المسؤولية عن أي مكروه قد يلحق بمصوري الوكالة والعاملين فيه، مطالبًا المنظمات الحقوقية بحماية الصحفيين والإعلاميين في مناطق سيطرة المليشيات الإجرامية.
ووفق المصدر، فإنّ وزارة الإعلام في حكومة الحوثيين "غير المعترف بها" تمنع القيام بأي تصوير ميداني لمراسلي وسائل الإعلام الخارجية إلا بعد تقديم مذكرة مكتوبة للمليشيات الإرهابية للحصول على إذن مرفقا بتفاصيل المادة الإعلامية.
يُضاف هذا الإجرام الحوثي إلى سلسلة طويلة من الاستهداف الخبيث الذي وُجِّه لوسائل الإعلام التي طالتها كلفة كبيرة للغاية من السياسة القمعية التي تتبعها المليشيات.
التضييق الحوثي على وسائل الإعلام أمرٌ راجعٌ بشكل مباشر إلى مساعي هذا الفصيل الإرهابي لإسكات أي صوت معارض قد يمثّل وسيلة ضغط على هذا الفصيل المدعوم من إيران.
في الوقت نفسه، فإنّ المليشيات تحاول فرض حالة من الترهيب في المجتمع بشكل كامل، وذلك في محاولة لأن تبسط سيطرتها وقبضتها على الأرض اعتمادًا على تخويف السكان بشكل كامل.
يُشير كل ذلك إلى أنّ المليشيات الحوثية تحاول إتباع سياسة إعلام الصوت الواحد بمعنى عدم السماح بإيجاد أي وسيلة تغرّد خارج سرب المليشيات.
كل هذا الإجرام الحوثي يرتبط أيضًا بمساعي المليشيات لإخفاء الكثير من الحقائق على الأرض، سواء كانت هذه الحقائق متعلقة بما تمارسه المليشيات من تصعيد عسكري على الأرض أو ما ترتكبه من اعتداءات على المدنيين بشكل متواصل.
المليشيات من هذا المنطلق، يبدو أنّها تتخوّف من أن تلاحقها المزيد من الاتهامات بشأن ما ترتكبه من ممارسات إجرامية، وبالتالي تعرّض نفسها لخطر العقوبات من قِبل المجتمع الدولي.