الهدنة الأمريكية.. هل تخمد لهيب الحرب في اليمن؟
فيما طال أمد الحرب في اليمن بشكل مروّع للغاية، فإنّ زخمًا كبيرًا يعلو على السطح في الوقت الراهن عملًا على التوصّل إلى حل سياسي يُخمد لهيب الحرب وما خلّفتها من أزمة إنسانية فادحة.
ففي هذا الإطار، كشفت وزارة الخارجية الأمريكية عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأمريكي لليمن تيموثي ليندركينج، إلى الشرق الأوسط يوم الخميس المقبل.
الخارجية الأمريكية قالت في بيان مقتضب لها، إنّ الزيارة تبحث آفاق إقرار هدنة واتفاق سلام في اليمن.
يبعث هذا الإعلان الأمريكي بالمزيد من الآمال حول إمكانية أن يتم التوصّل إلى حل سياسي بما يساهم في وقف الحرب المستعرة التي أشعلتها المليشيات الحوثية المدعومة من إيران في صيف 2014.
الزخم الأمريكي يأتي في أعقاب تقديم المملكة العربية السعودية مبادرة سياسية نحو التوصّل إلى حل سياسي في اليمن، لكنّ المليشيات الحوثية ردّت عليها بممارسة الكثير من التصعيد العسكري على الأرض سواء في داخل اليمن أو ضد المملكة العربية السعودية.
لكن الوقت الوقت نفسه، لا يمكن النظر بقدر كبير من التفاؤل تجاه مثل هذه التحركات وذلك بالنظر للتجارب السابقة التي لم تؤدِ إلى إحداث أي حلحلة سياسية توقف الحرب.
ولعلّ تجربة اتفاق السويد هي الدليل الأكثر وضوحًا على هذا الأمر، فهذا المسار الذي وُقِّع في ديسمبر 2018 نُظر إليه بأنّه خطوة أولى في مسار الحل السياسي، لكنّ المليشيات الحوثية أفشلت هذا المسار بارتكابها أكثر من 15 ألف خرق وانتهاك.
إزاء ذلك وحتى لا يتكرّر فشل التجارب الماضية، فإنّ المجتمع الدولي إذا ما قرر وضع خطة سياسية لإحداث حلحلة شاملة للأزمة توقف الحرب فإنّ المرحلة المقبلة تستلزم ضرورة ممارسة ضغط حاسم وحازم على المليشيات بما يجبرها على الانخراط جبرًا وقسرًا في مسار للحل السياسي.