التعاطي الدولي مع الزخم السياسي في اليمن.. ما الذي يجب أن يتغير؟
فيما أحدثت المبادرة السعودية زخمًا كبيرًا نحو الدفع بالحل السياسي في اليمن، فإنّ المزيد من ردود الأفعال لا تزال تركز على تعاطي المليشيات الحوثية مع هذا الحراك.
ففي الوقت الذي انهالت فيه بيانات الترحيب بالمبادرة السعودية من قِبل أطراف إقليمية ودولية، فإنّ المليشيات الحوثية ردّت على ذلك بممارسة تصعيد غاشم سواء داخل اليمن أو ضد السعودية.
التصعيد الحوثي أمرٌ يتوجّب أن يتعاطى معه المجمع الدولي بشكل حاسم، وهنا الحديث عن ضرورة اتخاذ موقف حاسم من الإرهاب الخبيث الذي تمارسه المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران.
إفشال الحوثيين لجهود السلام أمرٌ يستوجب أن يتعاطى معه المجتمع الدولي بصورة ناجعة فيما يتعلق بممارسة أكبر قدر من الضغوط على المليشيات بما يجبرها على الانخراط في مسار نحو تحقيق السلام.
ومن المؤكّد أنّ المجتمع الدولي سيكون مخطئًا إذا ما اقتصر دوره على مجرد توجيه الدعوات للحوثيين بشأن الانخراط في مسار الحل السياسي، لكن المرحلة المقبلة تستلزم ضرورة أن يتم اتخاذ إجراءات فاعلة وحاسمة تُسمِّي الأمور بمسمياتها.
تتفق مع ذلك صحيفة "العرب" اللندنية التي قالت إنّه من الضروري على المجتمع الدولي أن يتم تغيير طريقة التعاطي السياسية مع الحوثيين؛ لدفعهم نحو القبول بالمسار التفاوضي.
الصحيفة قالت إنّ المعطيات على الأرض تفرض التعاطي مع الحوثيين كمعتدين، وإلزام الخطاب الموجه إليهم باستخدام العبارات والألفاظ التي تضع الأمور في نصابها.
ويبقى الخطر الكبير متمثلًا في استمرار المجتمع الدولي في سياسة الصمت الراهنة لما تحمله من مخاطر كبيرة فيما يتعلق بتمكين المليشيات الحوثية الإرهابية من العمل على إطالة أمد الحرب.
ما يبرهن على خطورة الوضع القائم هو أنّ المليشيات الحوثية تتبع على ما يبدو سياسة تسويف تقوم على إطالة أمد الصراع بتعقيداته بغية تحقيق أكبر قدر من المكاسب لا سيما المكاسب السياسية، وهو ما يمثّل خدمة مباشرة للأجندة الإيرانية الخبيثة الرامية إلى ضرب الاستقرار في المنطقة بشكل كامل.