متى يتخذ المجتمع الدولي موقفا حاسما من الإرهاب الحوثي؟
يطرح هذا السؤال نفسه بقوة مع توالي استمرار العمليات الإرهابية الحوثية ضد المدنيين في اليمن ومع توالي جرائمها بحق المملكة العربية السعودية، في الوقت الذي تتهرب فيه المليشيات من جميع مبادرات السلام المطروحة خلال السنوات الماضية، والتي كان آخرها الأسبوع الماضي، إذ أن استمرار الصمت على هذه الجرائم يبرهن على تورط قوى إقليمية فاعلة فيها وإن كان ذلك بشكل خفي أو غير مباشر.
مازال المجتمع الدولي غير قادر على اتخاذ موقف موحد من الإرهاب الإيراني، بعد أن قاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حملة دولية استهدفت تضييق الخناق على إيران ومليشياتها، غير أن تلك الخطط توقفت في أعقاب رحيله عن السلطة، وبدا أن السلطة الجديدة بدأت من نقطة الصفر وهدمت المعبد بما فيه، ما يعني أن الضغط على إيران وعناصرها الإرهابية للجلوس على طاولة المفاوضات سوف يستغرق وقتا طويلة، وسوف تستمر الجرائم من دون عقاب دولي رادع.
يقوم التحالف العربي بردع الإرهاب الحوثي واستطاع أن يلقنه جملة من الخسائر المادية والبشرية خلال السنوات الماضية، غير أن ذلك لا يكفي لوقف إرهاب منظم يجري التخطيط له وتنفيذه على مستوى إقليمي وليس محليا إذ أن السلاح مازال يجري تهريبه من إيران إلى الحوثيين، كما أن هناك أطرافا معادية أخرى تشترك في تلك المهمة بينها قطر وتركيا، وبالتالي فإن العقوبات لابد أن تكون دولية وتحظى بدعم واسع من القوى الإقليمية حتى تأتي بنتائج مرجوة.
تعّول أطراف عديدة على أن يكون هناك تحركات دولية ترغم الحوثي على المفاوضات، غير أن توالي عمليات استهداف المدنيين على الأراضي السعودية يدحض تلك الحجج، لأن الحوثي لم يهدأ من وتيرة تلك العمليات بالرغم من المبادرة السعودية الأخيرة، ما يعني أنه يمضي في طريق التصعيد وليس التهدئة.
عبرت دولة الإمارات عن إدانتها لمحاولات مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، استهداف المدنيين والأعيان المدنية في المنطقة الجنوبية بالمملكة العربية السعودية بطريقة ممنهجة ومتعمدة، بطائرتين مفخختين، اعترضتهما قوات التحالف العربي.
وشددت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان منذ قليل، على أن استمرار هذه الهجمات الإرهابية للمليشيات الإرهابية الحوثية يعكس تحديها السافر للمجتمع الدولي والقوانين الدولية، وحثت المجتمع الدولي على إعلان موقف فوري حاسم لوقف هذه الأعمال المتكررة التي تستهدف المنشآت الحيوية والمدنية وأمن المملكة، وإمدادات الطاقة واستقرار الاقتصاد العالميين.
أسقط التحالف العربي طائرة بدون طيار مُسيرة مفخخة لمليشيات الحوثي الإرهابية، ولفت في بيان، إلى إطلاق المليشيات المدعومة من إيران تجاه مدينة خميس مشيط في المملكة العربية السعودية، وكشف عن اتخاذ الإجراءات العملياتية لحماية المدنيين والأعيان المدنية من أي اعتداء إرهابي.
أفشلت قوات التحالف العربي، محاولة تنفيذ هجوم إرهابي من محافظة الحديدة، صباح اليوم الأحد، من قِبل مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا، وتمكّنت من تدمير زورقين مفخخين لميلشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، قبل تنفيذ هجوم وشيك من الحديدة.
وأعلن التحالف العربي أن المليشيات الحوثية تتخذ اتفاق ستوكهولم مظلةً لإطلاق الهجمات العدائية من محافظة الحديدة، مشيرًا إلى أنها مستمرة بتهديد طرق الملاحة البحرية والتجارة العالمية.
أكد سفير المملكة المتحدة في المملكة العربية السعودية، نيل كرومبتون، أن أسلحة مليشيا الحوثي الإرهابية تأتي من إيران، وأشار اليوم الأحد، إلى الشراكة الأمنية مع المملكة، مشددًا على دعمها في مواجهة هجمات مليشيا الحوثي الإجرامية، ونبه الدبلوماسي البريطاني إلى أن استهداف المليشيا للمنشآت النفطية في السعودية يعد تصعيدًا خطيرًا.