الصبر الإستراتيجي يمكن الانتقالي من حصد المكاسب للجنوب
يرتكن المجلس الانتقالي الجنوبي على سياسية ما يعرف بـ"الصبر الإستراتيجي"، للحصول على أكبر قدر من المكاسب للجنوب وهو ما تحقق بالفعل على أرض الواقع بعد أن قاد اتفاق الرياض للتنفيذ وأضحى ممثلا في حكومة المناصفة واستطاع أن يطرح القضية الجنوبية على أجندة اهتمامات المجتمع الدولي، هذا بالإضافة لتمكنه من حماية الجنوب من المؤامرات المتتالية التي تعرض لها.
يمارس المجلس الانتقالي الجنوبي سياسية الصبر الإستراتيجي في مسألة إشراكه بمفاوضات الحل الشامل، ويتريث في اتخاذ أي مواقف معلنة انتظارا لما ستؤول إليه الأوضاع في ظل تعنت المليشيات الحوثية التي مازالت ترفض الجلوس على طاولة المفاوضات، وبالتالي فإن ما يهم الانتقالي في الوقت الحالي يتمثل في تحصين الجبهة الداخلية والحفاظ على موازين القوي كما هي عليها الآن، بل والمضي قدما في طريق الضغط من أجل تنفيذ باقي بنود اتفاق الرياض.
إستراتيجية الصبر الإستراتيجي تمكن الانتقالي من دراسة جميع الخيارات المطروحة أمامه بعناية، واختيار أفضل طريق من الممكن أن يسير فيه لتحقيق مصالح الجنوب، وبالتوازي مع ذلك فإن قضية الجنوب ستكون حاضرة بقوة على المشهد من خلال التحركات الدبلوماسية للانتقالي والتي لم تتوقف على مدار الفترة الماضية، في تأكيد على أن أبناء الجنوب لن يتخلوا عن قضيتهم وأن الوصول إلى تسوية شاملة في الجنوب تعد أساس أي حل مستقبلي للأزمة اليمنية.
يرى مراقبون أن تعامل الانتقالي مع مسألة وجوده في المفاوضات يسير بخطى متوازنة، فهو من جانب يؤكد على أنه يقبل بأي حلول تضمن الوصول إلى حل نهائي وشامل وبمشاركة جميع الأطراف، وعلى الجانب الآخر فإنه يستمر في تعزيز الجبهة الداخلية وتنظيم خطواته الأمنية عبر مطالباته المتكررة بدعم الأجهزة الأمنية الجنوبية، هذا بالإضافة إلى تنظيم أدواته الإدارية من خلال تعيين مدراء جدد للوحدات المحلية في المديريات والمحافظات الجنوبية المختلفة، بما يجعله قادرا على اتخاذ القرار المناسب في نهاية الأمر.
قال الناشط السياسي نافع بن كليب إن الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ناضل وصبر ولا يزال لإنجاز الاستحقاقات التاريخية للجنوب، وشدد في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر تويتر، اليوم على أنه: "وضع القضية الجنوبية وتضحيات الشهداء نصب عينيه".
وأضاف أنه: "من أجل ذلك قاوم وكافح وناضل وضحى وتحمل وصبر وحقق انتصارات على كافة الأصعدة العسكرية والسياسية والدبلوماسية"، وأوضح أنه: "لازال يواجه التحديات العصيبة ويواصل إنجاز الاستحقاقات الجنوبية التحررية بقوة وصمود وثبات وعزيمة وإصرار".
وشدد بن كليب على أن الانتقالي "يراقب ويترقب متى تنجح مبادرة السعودية الجديدة لوقف اطلاق النار والبدء بالمفاوضات للتوصل لحل سياسي شامل حينها سيكون للمجلس الانتقالي مواقف وليس موقف واحد ولاتستاؤوا من صمته، المرحلة الحالية تتطلب منه ذلك وان أقدم على فعل ما يريده البعض سينعكس سلبًا عليه".
قال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي، اليوم، إن تقديم النموذج الإيجابي في الحرب والسلم والسياسة هو أحد عوامل النصر والمعادل الذي يصنع الفارق بينك وبين خصمك لصالحك.
وكتب في تغريدة عبر "تويتر": "تقديم النموذج الإيجابي في الحرب والسلم والسياسة هو أحد عوامل النصر والمعادل الذي يصنع الفارق بينك وبين خصمك لصالحك، وإن لم تستطع أن تقدم هذا النموذج فأنت غير جدير بالتغيير ولن تكون إلا وجها آخر من تلك العملة التي تحمل في ناحيتها الأخرى وجه خصمك".