تجاهل كورونا ضمن خطة حوثية للتعامل مع الضغوط الخارجية
تتجاهل مليشيات الحوثي الإرهابية انتشار فيروس كورونا في مناطق سيطرتها تحديدا في صنعاء، بل إنها تمنع أي هيئة أو مؤسسة لديها الرغبة في توعية المواطنين من خطر الإصابة بالفيروس، وهو ما يمكن تفسيره على أنه خطة لتوظيف المواطنين الأبرياء كدروع بشرية في مواجهة الضغوطات الخارجية التي تجابهها المليشيات لإرغامها على السلام.
من المتوقع أن تلجأ المليشيات الحوثية إلى إرغام المواطنين على المشاركة في مظاهرات مؤيدة لها تستهدف من خلالها استعراض قوتها في مواجهة بيانات الإدانة المتتالية لجرائمها والتي وصلت إلى حد تهديد الولايات المتحدة الأميركية بتوقيع عقوبات جديدة عليها، بعد أن رفضت المبادرة السعودية للسلام، وبالتالي فإن تطبيق خطة احترازية لمواجهة كورونا لن يمكنها من حشد أكبر عدد من المواطنين والزج بهم في الساحات والميادين والاحتماء بهم.
لن تجد المليشيات الحوثية غضاضة في إصابة أكبر عدد ممكن من المواطنين أو حتى مضاعفة أعداد الوفيات التي شهدت طفرة بالفعل خلال الأيام الماضية بفعل إهمالها مواجهة الفيروس، لكن كل ما يهمها إطالة أمد الصراع أطول فترة ممكنة والتهرب من جميع محاولات إرغامها على الجلوس مجددا على طاولة المفاوضات، وهو ما يظهر من ممارساتها بحق المواطنين الذين أضحوا في مواجهة مع شبح الفيروس الذي يلتهمهم.
يرى مراقبون أن العناصر المدعومة من إيران سوف تستغل المناسبات الدينية في شهر رمضان من أجل ترسيخ الطائفية في عقولهم كما الحال في الأعوام السابقة، وأن الأمر سوف يتطلب حشد أكبر عدد من المواطنين في أماكن مغلقة ومكتظة بالمصلين، وهو ما سيؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة والوفيات.
منعت مليشيا الحوثي الإرهابية تنفيذ برامج توعوية وإرشادية بخطورة فيروس كورونا في صنعاء ومناطق سيطرتها، وقال مصدر مطلع، إن ما يسمى المجلس الأعلى لتنسيق الشئون الإنسانية رفض منح تصاريح لمنظمات لتنفيذ حملات للتوعية بالوقاية من الفيروس والتعامل مع المرض والالتزام بالقواعد والتدابير الاحترازية وقواعد التباعد الاجتماعي.
وأضاف المصدر أن وزارة الإعلام في حكومة المليشيا غير المعترف بها، وجهت الإذاعات بمنع بث أي أعمال للتوعية بشأن الفيروس الوبائي، مشيرا إلى أن هناك تعليمات مشددة بعدم الاعتراف بالفيروس والحديث عنه إعلاميًا، بدعوى مواجهة أي محاولة لحرف الأنظار عن معاركها.
يأتي هذا في وقت تصل عشرات الحالات يوميًا إلى مستشفيات صنعاء وهي في حالة خطيرة جراء الإصابة بالفيروس التاجي.
وقبل أيام كشف تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط"، عن تعمد مليشيا الحوثي الإرهابية إرغام المواطنين والسكان على الحضور والمشاركة في تظاهرات دعت إليها استعراضًا للقوة.
وقالت الصحيفة، إن المليشيات مارست عمليات ابتزاز وتهديد عبر مشرفيها ومعمميها في المساجد والمسؤولين المحليين الموالين لها؛ للضغط على المواطنين والموظفين ومديري المدارس وغيرهم لحضور التظاهرات التي نظمتها خلال الساعات الماضية.
وأشارت إلى أن مسلحي المليشيات الذين انتشروا برفقة عربات أمنية وعسكرية في عدة شوارع وطرقات في صنعاء باشروا إغلاق عدد منها، خصوصًا تلك المؤدية من وإلى شارع المطار، الأمر الذي تسبب في ازدحام شديد ضاق منه آلاف السكان.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها، إن حالة غضب واسعة سادت أوساط الأهالي في صنعاء، خصوصًا المجاورين لمنطقة المطار، جراء التسبب في ازدحام كبير للسيارات والمارة.