إطالة أمد الحرب.. القاسم المشترك بين إرهاب الحوثي والإخوان
فيما توجد الكثير من القواسم المشتركة بين الحوثيين والإخوان، فإنّ أحد أهم هذه القواسم هو عمل هذين الفصيلين على إطالة أمد الحرب بغية تحقيق الكثير من المصالح الخبيثة والأهداف المشبوهة.
حوثيًّا، تمارس المليشيات المدعومة من إيران تصعيدًا عسكريًّا متواصلًا في مختلف الجبهات التي ينشط فيها هذا الفصيل الإرهابي، على نحو لا يقتصر على كونه يمثّل استهدافًا واسع النطاق للمدنيين، لكن الأمر يمثّل أيضًا إفشالًا لجهود الحل السياسي.
فعلى مدار الفترات الماضية، قدّمت العديد من المبادرات وعقدت الكثير من اللقاءات برعاية أممية، عملًا على التوصّل إلى حل سياسي يُخمِد لهيب الحرب، إلا أنّ المليشيات الحوثية أفشلت كافة هذه الجهود عبر الإصرار على التصعيد العسكري بغية تحقيق مصالحها الضيقة بالإضافة إلى كونها ذراعًا في قبضة الأجندة الإيرانية الرامية إلى تغييب الاستقرار في المنطقة برمتها.
ولعلّ الدليل الأكبر على ذلك هو أنّ المليشيات الحوثية ارتكبت أكثر من 16 ألف خرق وانتهاك لبنود اتفاق السويد الذي وُقِّع في ديسمبر 2018، وقد نُظِر إليه بأنّه خطوة أولى في مسار الحل السياسي لكنّ المليشيات أفشلت هذا المسار الحيوي.
على الدرب نفسه تسير المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لنظام الشرعية، حيث تصر على إطالة أمد الحرب وقد تجلّى ذلك بشكل واضح في عديد الخطوات التي أقدم عليها هذا الفصيل الإرهابي.
فمن جانب، لم تولِ المليشيات الإخوانية أي اهتمام بالحرب على الحوثيين وأصبح الشغل الشاغل لهذا الفصيل الإرهابي هو العمل على استهداف الجنوب بشكل متواصل والعمل على احتلال أراضيه ونهب ثرواته ومصادرة مقدراته.
في الوقت نفسه، غيّبت المليشيات الإخوانية فرص الاستقرار السياسي في ظل إفشالها لمسار اتفاق الرياض على الأقل حتى الآن، بغية إشعال الصراع مع الجنوب، على الرغم من أنّ نظام الشرعية يُفترَض أن تكون معركته موجّهة ضد الحوثيين بغية القضاء على المشروع الحوثي المدعوم إيرانيًّا.
ويبدو أنّ هذه السياسات الإخوانية العدائية ضد الجنوب مرتبطة بحجم هائل من المخاوف التي تنتاب نظام الشرعية من القوة السياسية والعسكرية التي يملكها المجلس الانتقالي، وهي قوة يمكن القول إنّها حقّقت الكثير من المكاسب للقضية الجنوبية بشكل كامل.
بالنظر إلى ذلك، فإنّ هناك تقاطعًا للمصالح الإخوانية والحوثية فيما يخص العمل على إطالة أمد الحرب حتى أبعد وقتٍ ممكن، بغية تحقيق مصالحهما الضيقة، التي لا تعبّر إلا عن مدى خبث هذين الفصيلين.
وفيما تؤدي هذه السياسات الخبيثة إلى طوفان من التعقيدات على الأرض، فإنّ المرحلة المقبلة تستلزم ضرورة العمل على استئصال النفوذ الإخواني وكذا القضاء على المشروع الحوثي، باعتبار أنّ هذا الأمر سيكون الخطوة الأولى نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة برمتها.