حرب الإهمال في شبوة.. تمادٍ إخواني في صناعة الأزمات
لا تفوّت السلطة الإخوانية المحتلة لمحافظة شبوة فرصةً تجاه تأزيم الوضع المعيشي هناك، بما يمثّل استهدافًا خبيثًا ومروّعًا لحياة المواطنين، ضمن حرب الخدمات التي يشنها نظام الشرعية ضد الجنوب.
أحد صنوف تردي الخدمات في محافظة شبوة يتمثّل في تجاوز أزمة نفاد الحبر في مطابع ٳدارة الجوازات والمرور بمديرية عتق حاجز الشهر، وسط تجاهل السلطة الإخوانية في شبوة لتوقف المطابع عن العمل.
يأتي هذا فيما كشف مصدر في الجوازات عن تعطل إصدار ألف بطاقة ورخصة سير مدفوعة الرسوم لأكثر من شهر، نتيجة غياب الحبر.
تعبّر هذه الأزمة التي قد تصنّف بأنّها أقل صور المعاناة، عن الأعباء التي تعاني منها محافظة شبوة في ظل ما تمارسه السلطة الإخوانية المحتلة للمحافظة من أزمات واسعة النطاق، على الرغم مما تملكه شبوة من ثروة نفطية ضخمة يمكن أن تضمن للمواطنين حياة آمنة ومستقرة.
بشكل عام، فإنّ حرب الخدمات التي يشنها نظام الشرعية تهدف إلى إغراق الجنوب بين براثن الكثير من صور الفوضى المجتمعية الشاملة التي تستهدف هدم ما حقّقه الجنوب من مكتسبات على مدار الفترات الماضية.
ويبدو أنّ حزب الإصلاح يحاول إلهاء الجنوبيين وشغلهم بمحاولة التصدي للأزمات المعيشية وكبح جماح الأعباء الحياتية وجعل جام التركيز منصبًا على مواجهة هذه الأوضاع، وبالتالي التأثير على الجهود الدؤوبة الرامية إلى تحقيق الهدف الجنوبي الأسمى وهو استعادة الدولة وفك الارتباط.
وفيما يتمادى نظام الشرعية في صناعة هذه الأعباء على الجنوبيين فإنّ الأمر ربما يمثّل سكبًا للزيت على النار، بالنظر إلى أنّ هذا النظام المخترق إخوانيًّا يلعب على وتر إثارة غضب الجنوبيين واستفزازهم معيشيًّا وخدميًّا.
ويمكن النظر إلى الاحتجاجات التي هزّت الجنوب مؤخرًا، في أكثر من محافظة الدليل الأكثر وضوحًا على أنّ الجنوبيين قد فاض بهم الكيل من جرّاء الأعباء المهولة التي تحاصرهم بسبب سياسات الإهمال الخبيثة التي يتبعها نظام الشرعية.