إفشال جهود الحل السياسي.. قنبلة بارود فجّرها الحوثيون
تتوالى الاتهامات الموجّهة للمليشيات الحوثية الإرهابية بأنّها السبب الرئيسي في إطالة أمد الحرب بالنظر إلى إصرارها على إفشال أي جهود نحو تحقيق السلام.
ففي هذا الإطار، كشفت صحيفة "العرب" اللندنية، عن وضع مليشيا الحوثي الإرهابية عراقيل كبيرة أمام أي مبادرة تتعلق بتحقيق السلام في اليمن خلال الفترة المقبلة.
الصحيفة قالت إنّ المبادرة السعودية الأخيرة لوقف إطلاق النار لاقت ترحيبًا أمميًا وأمريكيًا، لكن المليشيات الحوثية المُتحالفة مع إيران قالت إنها لن توافق عليها إلا إذا اشتملت على رفع الحصار الجوي والبحري.
ورغم الاقتراح السعودي، واصلت مليشيا الحوثي ضرباتها بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد المملكة، وسط إعلان التحالف العربي بشكل دوري التصدي لهجمات حوثية بمختلف أنواع الأسلحة خاصة المُسيرات.
وكان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قد أعلن مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة في اليمن، وقال في مؤتمر صحفي، إنّ المبادرة تهدف لوقف إطلاق نار شامل بمراقبة الأمم المتحدة، والتوصل إلى حل سياسي.
وتشمل المبادرة فتح مطار صنعاء أمام الرحلات وفق الوزير السعودي الذي دعا المليشيات الحوثية الإرهابية ونظام الشرعية المخترق إخوانيًّا إلى القبول بالمبادرة.
وأكّد فيصل أن وقف إطلاق النار سيساعد على الانتقال إلى مناقشة الحل السياسي، موضّحًا أنّه على المليشيات الحوثية الإرهابية تحديد إذا كانوا سيضعون مصلحتهم أولًا أم مصالح إيران.
ونبه إلى أن المبادرة السعودية تعد فرصة للمليشيات الحوثية الإرهابية لوقف معاناة المدنيين، مشددًا على أن المملكة تحافظ على حقها في الدفاع عن نفسها.
في سياق متصل، سردت صحيفة "الوطن" السعودية أسباب رفض مليشيا الحوثي الإرهابية المبادرة الأخيرة للمملكة من أجل إحلال السلام، إلى عدم توفر الإرادة السياسية لدى الراعي الإيراني لتلك المليشيات، والرغبة في استمرار الفوضى والإرهاب.
وقالت الصحيفة - اليوم الأربعاء - إنّ المليشيات الحوثية الإرهابية لم تقدم رفضًا رسميًا حتى الآن للمبادرة، لكنها ردت عمليًا على خطوة السلام باستمرار عملياتها الإرهابية.
وأضافت أنّ إيران ترغب في استمرار الملف اليمني رهينة لمفاوضات ملفها النووي، من أجل الاحتفاظ بمزيد من أوراق الضغط السياسية، فالمبادرة السعودية ليست الخطوة الأولى، حيث سبقها رفض حوثي لخطوة أممية مماثلة ومحاولات أمريكية أيضًا.
وأكدت الصحيفة أن المليشيات تصر على إجهاض محاولات فتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء، وترغب في تحويل المطار والميناء، إلى نقطتي إمداد وتسليح، وخطوط مباشرة بين طهران ومواقعها.
توثّق هذه الاتهامات حجم مساعي المليشيات الحوثية الرامية إلى إطالة أمد الحرب بغية تحقيق أكبر قدر من المصالح سواء المتمثلة في تمدّد المليشيات على الأرض وكذا تحقيق المصالح الإيرانية الخبيثة التي تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة برمتها.
إصرار المليشيات الحوثية على إفشال جهود الحل السياسي عبر مواصلة التصعيد العسكري هو أمر يعني أنّ الكرة الآن تبقى في ملعب المجتمع الدولي الذي يبقى مطالبًا باتباع استراتيجية حاسمة وحازمة في إطار التعاطي مع الإرهاب الحوثي على الأرض.
وإذا ما انتظر المجتمع الدولي جنوحًا من الحوثيين تجاه الحل السياسي سيكون الأمر بمثابة مضيعة للوقت، لكن تبقى الحاجة ماسة لأن يتخذ المجتمع الدولي من الإجراءات ما يضمن إلزام المليشيات بالسير في مجريات حل سياسي ناجع.