إضراب أطباء صنعاء.. هل تخرج الأمور عن سيطرة الحوثيين؟

الخميس 1 إبريل 2021 13:26:50
testus -US

قنبلة من الأعباء الصحية يبدو أنّها انفجرت بالفعل في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، لا سيّما صنعاء، بما ينذر بخروج الأمور عن السيطرة بشكل كبير في الفترة المقبلة.

الحديث عن دخول أطباء وعمال مستشفى الثورة في محافظة صنعاء، في إضراب عن العمل؛ احتجاجًا على التعسفات الإدارية الحوثية الذي طال المستشفى الأكبر في المدينة.

"المشهد العربي" علم من مصدر طبي إنّ الكوادر الصحية والإدارية في المستشفى بدأت إضربًا عن العمل؛ احتجاجًا على عدم صرف مستحقاتهم المالية، والمطالبة بشفافية الإجراءات المالية والكشف عن مصير الإيرادات المالية الضخمة.

وأضاف المصدر، أنّ مليشيا الحوثي اعتقلت بأوامر من مدير المستشفى المدعو عبدالملك جحاف، 6 من أعضاء نقابة عمال المستشفى، بتهمة التحريض على الإضراب.

وبحسب المصدر، فإنّ نقابة عمال المستشفى هددت بإضراب شامل حال عدم إطلاق سراح المُعتقلين، وصرف مستحقاتهم المالية.

تنذر هذه التطوات المتلاحقة بأنّ مزيدًا من الأعباء الصحية تنتظر السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في ظل تمادي المليشيات في إتباع سياسة إهمال واسعة النطاق تُفسّح المجال أمام تفشي هذه الأمراض بشكل كبير.

وفي الأساس، أحدثت الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014 أزمة صحية مُصنّفة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم، وذلك بعدما غرس الحوثيون بذور بيئة صحية شديدة التردي.

ومارست المليشيات الحوثية إهمالًا واسع النطاق في تقديم الخدمات العلاجية بما أفسح المجال أمام انتشار ملحوظ في الأمراض والأوبئة، في ظل منظومة صحية أقل ما تُوصف به - وفق خبراء - بأنّها متهالكة.

الاستهداف الحوثي لم يتوقّف عند حد الإهمال بقدر ما ارتكبت المليشيات تضييقًا حادًا على الكوادر الطبية لا سيّما عبر جرائم الابتزاز بغية تحصيل أموال منهم، فيما يتم ارتكاب اعتداءات جسدية ضد من يعترض على هذا الإجرام الهائل.

وفي خطوة حديثة برهنت على هول هذا الإجرام الحوثي، فقد أطلقت المليشيات مؤخرًا حملات نهب منشآت القطاع الصحي والدوائي في مناطق سيطرتها، حيث توعَّد القيادي في المليشيات الحوثية الإرهابية المدعو أحمد حامد بإغلاق أكثر من 200 مستشفى ومركز صحي في عدة مدن في جرائم ابتزاز مثّلت تهديدًا مرعبًا للأوضاع الصحية.

كل هذه الاعتداءات الحوثية التي قادت في نهاية المطاف إلى إضراب أطباء في صنعاء تعني أنّ هذه الفئة ربما فاض بها الكيل من هول ما تعرّضت له، وبالتالي تبقى الأمور مرشّحة بقوة لأن تخرج عن السيطرة بشكل كبير، وبالأخص إذا ما تفاقمت حدة هذه الموجة الغاضبة.