الانتحار الإخواني في الجنوب
رأي المشهد العربي
فتح التحذير الأخير الذي يمكن قراءته من بيان المجلس الانتقالي الباب للحديث عن تداعيات المرحلة المقبلة في أعقاب تعالي أصوات وصرخات الجنوبيين المنادين بالتحرّر من الأزمات المعيشية المرعبة التي يصنعها نظام الشرعية.
المجلس الانتقالي حذّر - بشكل صريح لا يحتمل أي مواربة - من ممارسات العقاب الجماعي ومحاولات تسييس الخدمات، واستغلال احتجاجات المواطنين لاستخدامها كأوراق ضغط للابتزاز السياسي، لما لذلك من مترتبات خطيرة على المجتمع.
بيان المجلس الانتقالي يحمل إنذارًا هو الأخير فيما يتعلق بقراءة مستجدات الأوضاع على الساحة الجنوبية، وهنا الحديث واضح وصريح عن إمكانية أن تتفاقم حدة الغضب الجنوبي في ظل إصرار نظام الشرعية على تسييس ملف الخدمات، وإتباع سياسة عدائية تقوم على إشهار سلاح العقاب الجماعي ضد الجنوبيين.
سياسة العقاب الجماعي وهي تشعل كل هذا الغضب في أعماق الجنوبيين، تمثّل سببًا ودافعًا رئيسيًّا نحو تفاقم صرخات الشعب المنادي بأن يتخلص من التردي الفظيع الذي طال كافة الخدمات حتى بات التوصيف الدقيق للمرحلة الراهنة هي "حرب اللا خدمات".
إقدام نظام الشرعية وإصراره على إشهار هذا السلاح في وجه الجنوبيين أمرٌ يعني أنّ هذا المعسكر المخترق إخوانيًّا يلعب بالنار لأنه اختار أن يضع نفسه في مواجهة يختبر فيها صبر الجنوبيين وهو أمرٌ لا يجب أن يحدث أبدًا وذلك بالنظر إلى أنّ الرهان على صبر الجنوبيين رهان خاسر بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
تفاقم حدة الغضب الجنوبي يعني أنّ المرحلة المقبلة سيكون عنوانها هو الثورة الشاملة التي لن تُبقي ولن تذر لأي نفوذ إخواني في الجنوب، وستكون الرسالة شديدة الوضوح مفادها أنّه إذا خرجت الجماهير للشارع فلن تعود أبدًا إلا وهي ترى مطالبها قد تحقّقت بالفعل بما يخدم أولًا وأخيرًا مصالح القضية الجنوبية.