واقعة أمن سيئون.. مليشيات إخوانية تسطو على دولة القانون
لم تكن محاولة اقتحام مقر مديرية أمن سيئون بمحافظة حضرموت مجرد خلاف بين طرفين، بقدر ما مثّلت برهانًا على حجم مساعي المليشيات الإخوانية الإرهابية لاستهداف الجنوب وضرب أمنه واستقراره.
الحديث عن واقعة اعتدت مليشيا الإخوان التابعة لنظام الشرعية، على مقر الأجهزة الأمنية في مدينة سيئون، في محاولة لاقتحامه.
ملابسات الواقعة بدأت مع استيقاف قيادي في المليشيات الإخوانية الإرهابية بنقطة عسكرية للأجهزة الأمنية، في إجراء أمني روتيني، إلا أن القيادي الإرهابي تلفظ على الجندي، وتعدى عليه بالضرب.
يأتي هذا فيما كشفت مصادر محلية عن نقل القيادي في مليشيا الشرعية الإخوانية إلى مقر الأجهزة الأمنية في منطقة القرن، الواقع بجوار إدارات المرور وأمن الوادي والأمن المركزي والسجن المركزي .
وأكّدت المصادر وقوع اشتباكات مسلحة جراء اندفاع أربعة أطقم مدرعة للمليشيات الإخوانية إلى مقر القوات الأمنية لاقتحامه.
كما أشارت إلى تدخُّل وساطات انتهت بانسحاب الأطقم الإخوانية، مضيفة أنه لا يوجد إصابات من جانب الطرفين.
لا تحمل هذه الواقعة أي رمزية بقدر ما تحمل برهانًا على حجم العربدة الإخوانية، وعدم اعتراف هذه المليشيات بالإجراءات القانونية والتنظيمية التي تساهم في حفظ الأمن والاستقرار.
كما أنّ إقدام المليشيات الإخوانية على إثارة هذه الأزمة تبرهن على أنّ هذا الفصيل يعمل على أن يكون فوق القانون ولا يعترف به، على نحوٍ يُفسِح المجال أمام تفشي الفوضى الأمنية وضرب الاستقرار المجتمع بشكل كبير.
الواقعة أيضًا تبرهن على أنّ المليشيات الإخوانية تتهيئ أي فرصة نحو تعزيز قبضتها على الأرض وتقوية تمدّدها وبسط نفوذها الغاشم على مفاصل الجنوب لا سيّما على مؤسساته الأمنية بما يضمن لهذا الفصيل تحقيق أكثر من هدف خبيث.
فمن جانب، تحاول المليشيات الإخوانية أن تضمن حضورًا عسكريًّا على الأرض يُمكّنها من تحقيق أهدافها التي تستهدف أولًا وأخيرًا القضية الجنوبية والحيلولة دون أن يهنئ الجنوبيون بأي استقرار معيشي.
كما أنّ هذه المليشيات تحاول أن تكون لها الكلمة العليا في الجنوب بما يرهق القيادة السياسية في معارك على أكثر من جبهة، عملًا على عرقلة مساعي الجنوبيين نحو تحقيق الحلم الأكبر وهو استعادة الدولة وفك الارتباط.