الإخوان يتنفسون الكذب
رأي المشهد العربي
كشفت تصريحات المدعو أحمد الميسري لقناة الجزيرة القطرية عن أن تنظيم الإخوان الإرهابي لا يمكنه التواجد سياسيا إلا من خلال الكذب والخداع والتدليس، وأن خطته في التعامل مع الرأي العام ترتكن أساسا على تزييف الحقائق ومحاولات طمس الوقائع التي ارتكبوها سابقا، واللعب على ذاكرة المواطنين التي لا تتسع لحفظ مئات الآلاف من الجرائم التي تورط فيها التنظيم الإرهابي منذ نشأته سواء كان ذلك في اليمن أو خارجه.
هناك مقولة شائعة يقنع بها الكثير من السياسيين وهي أن "الإخوان يتنفسون على الكذب"، لعل ذلك تحديدا هو ما سعى إليه الميسري في حواره، بعد تراجعه عن الكثير من الأفعال التي ارتكبها في الماضي بحثا عن منصب سياسي في المستقبل يعوض خسارته، في أعقاب إزاحته عن الحكومة بعد تشكيل حكومة المناصفة.
بدا واضحا أن الميسري يحاول مغازلة القوى والأطراف الداخلية والخارجية، وتصوير نفسه على أنه الرجل المنقذ والذي حافظ على الأمن والآمان أثناء فترة وجوده على رأس وزارة الداخلية في حين أنه ترك الساحة مرتعا للعناصر والتنظيمات الإرهابية وكثف جهوده من أجل أن يتحول الجنوب إلى بؤرة فوضى عارمة بعد أن تورط في عشرات الجرائم التي استهدفت تهريب العناصر الإرهابية من الشمال إلى محافظات الجنوب.
أكاذيب الميسري التي تعددت خلال لقائه الأخير لا تختلف عن كثير من تصريحات قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي، والذي يوظف وسائله الإعلامية لنشر الشائعات والأكاذيب ليل نهار، ويعتمد على تكرار هذه الأكاذيب ومحاولة ترسيخها في عقول المواطنين، لتكون الدعائم التي تساعد شخصا مثل الميسري لأن يتجاوز كل الحقائق وغسل سمعته وتقديم نفسه بصورة جديدة.
تُبرئ مليشيات الشرعية الإخوانية نفسها من الدمار الذي حل بمناطق وجودها طيلة السنوات الماضية، كما أنها تتبرأ من إطالة أمد الحرب في حين أنها المتسبب الرئيسي في ذلك بعد أن تحالفت مع المليشيات الحوثية الإرهابية وتركت لها الجبهات ترتع فيها كيفما تشاء وذهبت باتجاه معاداة الجنوب الذي استطاع أن يلقن العناصر المدعومة من إيران دروسا عديدة بعد أن جرت عملية تحرير محافظات الجنوب في غضون أشهر قليلة.
أكاذيب مليشيات الشرعية وصلت إلى حد اتهامها في -وقت سابق- المجلس الانتقالي الجنوبي بعرقلة اتفاق الرياض في حين أن جهود المجلس بالتعاون مع التحالف العربي هي من قادت إلى تنفيذ الشق السياسي وتشكيل حكومة المناصفة وجزء من الشق العسكري، في حين أنها تحاول بكافة السبل التراجع عن مكتسبات الاتفاق بعرقلة عمل الحكومة والزج بالعناصر الإرهابية لمحافظات الجنوب لإعادة تموقعها العسكري من جديد.