القبضة الحوثية على إب.. جرائم قاتلة وحساب غائب
في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، تعمل المليشيات الحوثية على إفساح المجال أمام ارتكاب الجرائم ضد السكان، ضمن مخطط خبيث يقوم أيضًا على تغييب أطر المحاسبة على هذه الجرائم.
ففي هذا الإطار وضمن سلسلة الفوضى الأمنية التي لا تنتهي حلقاتها، قتل مسلح شابًا، في محافظة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، برصاصتين في الرأس والصدر.
"المشهد العربي" علم من مصادر محلية بمصرع الشاب هيثم عبدالسلام الخضر في منطقة أحوال الثلاث، مؤكدة أن الجاني يدعى نسيم عقيل.
المصادر قالت إنّ القاتل لم يكتفِ بجريمته، إنما منع إسعاف ضحيته حتى فارق الحياة.
ووفق المصادر، فإنّ القاتل لديه سوابق إجرامية، موضحة أنه قتل شقيقه، بالإضافة إلى الشروع في قتل أحد أبناء حارة أحوال الثلاث، بإطلاق عيار ناري في الفخذ إلا أن الضحية نجا من القتل.
كما أنّ الجاني هدد أسرة المجني عليه للتنازل عن الجريمة أو التنكيل بها بعد خروجه من السجن.
ونبهت المصادر إلى أن القاتل لا يزال يهدد بقتل شخصين آخرين من سكان المنطقة، موضحة أن الأجهزة الأمنية الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية تتجاهل ملاحقته.
تحمل هذه الواقعة دليلًا دامغًا حول طبيعة الأوضاع الأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وكيف أنّ المليشيات تتمادى إغراق المناطق الخاضعة لسيطرتها بالكثير من صور الفوضى الأمنية.
المرعب أنّ المليشيات تمارس تجاهلًا حادًا في محاسبة مرتكبي مثل هذه الاعتداءات، وهو أمرٌ يؤدي بشكل مباشر إلى تغييب سلطة القانون وهو ما يزيد الأوضاع سوءًا بشكل كبير.
تردي الأوضاع الأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين هو أمرٌ مرتبط بمساعي المليشيات الحوثية الرامية إلى تعزيز هيمنتهم على الأرض وإفساح المجال أمام إحداث فوضى معيشية شاملة.
في الوقت نفسه، فإنّ المليشيات تسعى من وراء هذا الإرهاب المعيشي الحاد للعمل على التمادي في جرائم النهب والسطو بغية تكوين ثروات ضخمة، في وقتٍ تضمن فيه المليشيات أنّ المجني عليه سيلتزم الصمت ولن يكون بمقدوره الاعتراض على ما يتعرض له بأي حالٍ من الأحوال.
بالنظر إلى كل ذلك، فإنّ الخاسر الوحيد من كل هذه الأعباء يبقى السكان الذين يقطنون هذه المناطق وهم لا حول لهم ولا قوة، وليس بإمكانهم فعل أي شيء على الأرض لمواجهة مثل هذه الأعباء المرعبة.