السل الرئوي في مناطق الحوثيين.. فساد وإهمال يغرسان بذور تفشي الأوجاع
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، ارتكب هذا الفصيل الكثير من الاعتداءات والجرائم التي نهشت في عظام الوضع الصحي.
وفيما اتبع الحوثيون سياسة إهمال واسعة النطاق، فقد أدّى هذا الأمر بشكل مباشر إلى تفشي الكثير من الأمراض والأوبئة التي سجّلت حضورًا مرعبًا وفتاكًا كبّد المدنيين كلفة مرعبة.
أحد الأمراض التي سجّلت حضورًا مرعبًا هو السل الرئوي الذي تسبّب الإهمال الحوثي في رفع أعداد مرضاه في الفترة الماضية، حيث وصلت إلى عشرات الآلاف من السكان.
ففي هذا الإطار، قالت صحيفة الشرق الأوسط اليوم السبت، إنّ ارتفاع أعداد الإصابة بهذا المرض جاء بعد زيادة فساد قادة مليشيا الحوثي الإرهابية، ونهبهم لمُخصصات برنامج مكافحة المرض.
وكشفت مصادر محلية مطلعة أنّ أغلب الحالات المُصابة بمرض السل الرئوي تركزت في المناطق والقرى الواقعة تحت السيطرة الحوثية، خصوصًا تلك التي تعرضت للاجتياح الحوثي، واضطر الكثير من سكانها إلى النزوح القسري.
ووفق المصادر، تمّ تسجيل خلال ثلاثة أعوام ماضية، ما يزيد على 40 ألفًا و190 حالة في صنعاء وعدة محافظات أخرى.
السل الرئوي تقول عنه منظمة الصحة العالمية إنّه ينجم عن جرثومة "المتفطرة السلية" التي تصيب الرئتين في معظم الأحيان، وهو مرض يمكن شفاؤه ويمكن الوقاية منه.
وبحسب المنظمة، ينتشر السل من شخص إلى شخص عن طريق الهواء؛ فعندما يسعل الأشخاص المصابون بسل رئوي أو يعطسون أو يبصقون، ينفثون جراثيم السل في الهواء، ولا يحتاج الشخص إلا إلى استنشاق القليل من هذه الجراثيم حتى يصاب بالعدوى.
وتذكر التقديرات الدولية أنّ حوالي ثلث سكان العالم لديهم سل خافٍ، مما يعني أن هؤلاء الأشخاص قد أصيبوا بالعدوى بجرثومة السل لكنهم غير مصابين بالمرض ولا يمكنهم أن ينقلوا المرض.
تفشي مرض السل الرئوي يعني مزيدًا من الأوضاع المعيشية المرعبة التي يعاني منها السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وذلك في ظل تفشي ملحوظ وواسع النطاق للأمراض والأوبئة في هذه المناطق.
فعلى مدار الفترات الماضية، سجّل الكثير من الأمراض حضورًا مرعبًا وفتاكًا في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في ظل حالة إهمال مارستها المليشيات في تقديم الخدمات الطبية.
وتعمّدت المليشيات الحوثية التمادي في ممارسة هذا الإهمال، بما يُحدِث ترديًّا كبيرًا في الأوضاع الصحية على نحوٍ كبّد السكان كلفة إنسانية لا تُطاق على الإطلاق، حسبما توثّق الكثير من التقارير الدولية.