رصاصة حوثية وأخرى إخوانية.. كيف تفاقمت الأعباء الإنسانية في اليمن؟
أكثر من ست سنوات من الأزمات الإنسانية والأعباء المعيشية خلّفتها الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية، بالتزامن مع سياسات متراخية اتبعها نظام الشرعية المخترق إخوانيًّا.
الأزمة الراهنة خلّفت أزمة إنسانية مُصنّفة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم، يبقى المجتمع الدولي عاجزًا عن التصدي لها على الرغم من بعض الجهود التي تبذل في إطار محاولة اختراق جدار هذه الأزمة.
وفيما خلّفت الحرب الراهنة أزمة جوع حادة حسبما توثّق الكثير من التقارير المخيفة الصادرة عن الأمم المتحدة عبر منظماتها المعنية، فقد بحث المبعوث الأمريكي لليمن تيموثي ليندركينج مباحثات مع برنامج الغذاء العالمي.
وركزت المشاورات بين الطرفين على قضايا الأزمة الإنسانية، وسبل التخفيف من المعاناة.
تعبّر مثل هذه الجهود عن محاولات تنسيقية وتشاورية نحو إحداث حلحلة مطلوبة في إطار محاولة الحد من الأعباء المروّعة التي نجمت عن الحرب التي لا تلوح في الأفق أي نهاية لها، على الأقل في الوقت الراهن.
ما يحتّم من ضرورة التوسّع في ممارسة هذه الجهود الإغاثية هو أنّ الحرب الراهنة أدّت
بشكل رئيسي ومباشر إلى تفشٍ مرعب للفقر والجوع وانتشار فتاك للأوبئة المرعبة التي كبّدت السكان كلفة باهظة للغاية، وهو ما قاد إلى تصنيف الأزمة الإنسانية بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.
ووفق إحصاءات صادرة عن الأمم المتحدة، يعاني 80% من السكان عليهم مديونيات ويكافحون لدفع ثمن الغذاء والماء والمواصلات والخدمات الصحية الضرورية، كما يواجه ما يتراوح بين 1,8 وَ 2,8 مليون طفل خطر الوقوع في براثن انعدام الأمن الغذائي الحاد مع إمكانية تعرض عدد أكبر بكثير من ذلك لسوء التغذية الحاد الوخيم المهدد للحياة.
تردي الأوضاع الإنسانية أمرٌ تتقاسم مسؤوليته المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، وكذا نظام الشرعية المخترق من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي.
فعلى الصعيد الحوثي، ارتكبت المليشيات المدعومة من إيران الكثير من الجرائم والاعتداءات والانتهاكات بينها نهب المساعدات الإغاثية، وهي جريمة لعبت دورًا رئيسيًّا ومباشرًا في تفاقم الأعباء التي حاصرت المدنيين بشكل كبير.
في الوقت نفسه، فقد عرقلت وأفشلت المليشيات الحوثية الكثير من الجهود التي بذلت على مدار الفترات الماضية، عملًا على إحداث اختراق نوعي في جدار الأزمة وبالتالي إفساح المجال أمام تحسين الأوضاع المعيشية.
بالإضافة إلى ذلك، يتحمّل نظام الشرعية جانبًا كبيرًا من المسؤولية عن تفاقم هذه الأعباء وتعميق الأزمة الإنسانية بشكل كبير.
فنظام الشرعية الخاضع لهيمنة إخوانية أبدى تجاهلًا كاملًا لاحتياجات قطاعات عريضة من السكان، وأصبح الشغل الشاغل لقيادات هذا النظام هو العمل تكوين المزيد من الثروات فضلًا عن إظهار المزيد من الانحناء في وجه المليشيات الحوثية وممارسة الخيانة والتآمر فيما يتعلق بتوجيه بوصلة الحرب بعيدًا عن مواجهة الحوثيين.