سجون الحوثي.. تعذيب حتى الموت في سلخانة المليشيات
تحولت سجون المليشيات الحوثية إلى سلخانة لتعذيب وقتل الأبرياء بعد أن تزايدت وتيرة الوفيات والقتلى داخل سخونها سواء كان ذلك من خلال التعذيب الممنهج الذي تمارسه بحق المعارضين أو من خلال الأوضاع الصحية الصعبة التي تعانيها هذه السجون التي انتشر فيها فيروس كورونا على نطاق واسع وخلف ضحايا ومصابين لم تفصح العناصر المدعومة من إيران عن أعدادهم.
وظفت المليشيات الحوثية السجون لأن تصبح مكانا آمنا لا يراه أحد لارتكاب جرائمها في ظل الصمت الدولي على كثير من الجرائم التي وقعت خلال السنوات الماضية والتي لم تجد تحقيقا شفافا وعادلا يكشف الأبعاد الحقيقية وراء تلك الجرائم ويقدم المسؤولين عنها إلى المحاسبة، وبالتالي فإنها تمادت في حملات الاعتقال وتوسعت في تحويل كثير من المنشآت المدنية إلى سجون خفية لا يعلم أحد عنها.
وجدت العناصر المدعومة من إيران ضالتها في ارتكاب جرائم القتل داخل السجون وعملت على ترهيب المواطنين أو أي شخص يفكر في معارضتها داخل أماكن سيطرتها، تحديدا في صنعاء، وبالتالي فإن كثيرا من الأبرياء أضحوا يدركون أن حياتهم ستكون ثمنا لمعارضتهم المليشيات الإرهابية، إذ أن هناك ما يشبه الحماية الدولية جراء عدم التدخل الحاسم لوقف كل هذه الجرائم.
توفي القيادي المؤتمري نبيل معياد، اليوم الأحد، متأثرًا بجراحه جراء التعذيب في معتقلات مليشيا الحوثي الإرهابية، وأفرجت المليشيا الحوثية المدعومة من إيران، قبل أيام، عن معياد في حالة صحية سيئة جراء التعذيب، قبل نقله إلى أحد المستشفيات في صنعاء، غير أنه لفظ أنفاسه الأخيرة لتدهور صحته من التعذيب الوحشي.
وقال مصدر مطلع لـ "المشهد العربي" إن مليشيا الحوثي الإرهابية أبلغت أسرة القيادي المؤتمري نبيل معياد بالحضور لتسلمه، غير أنهم فوجئوا بأنه في حالة صحية خطيرة، حيث نقلوه من السجن إلى المستشفى، مشيرا إلى أن آثار التعذيب كانت واضحة على جسد القيادي المؤتمري، لافتا إلى تلقيه ضربة خطيرة على الرأس.
يذكر أن مليشيا الحوثي اعتقلت القيادي المؤتمري معياد في 6 يونيو الماضي، ضمن إجراءات انتقامية ضد قيادات مؤتمرية.
وفي وقت سابق، كشفت مصادر محلية لـ"المشهد العربي" بأنّ هناك تفشيًا كبيرًا لفيروس كورونا المُستجد في سجون الأسرى لدى مليشيا الحوثي الإرهابية بصنعاء، مشيرة إلى أن الفيروس انتشر بين الأسرى في سجون المليشيات كما تدهورت الحالات الصحية لبعض الأسرى، وأنَّ مليشيا الحوثي لم تتخذ أي إجراءات عزل للمرضى المُصابين، وتركتهم بجانب بقية الأسرى.
وبحسب المصادر، فقد نصح الأطباء بنقل بعض الأسرى إلى العناية المركزة؛ للحصول على أجهزة تنفس صناعي غير أن المليشيات رفضت هذا الطلب، في إشارة إلى رغبة المليشيات في تعريض حياة المعتقلين إلى خطر الموت.
في سياق متصل، طالبت منظمة الصليب الأحمر بزيارة سجون الأسرى لدى المليشيات الحوثية، من أجل تقديم الرعاية الصحية لهم، غير أن العناصر المدعومة من إيران تجاهلت هذا الطلب الذي تقدمت به المنظمة الدولية الشهر الماضي.