وفاة سلطان زابن.. روايات عديدة وخسارة حوثية قاسمة
فيما قضى كورونا على الكثير من القيادات الحوثية، فإنّ أحد عناصر المليشيات قتله الفيروس وقد توقّف أمامه الكثيرون، وهو المدعو سلطان زابن.
القيادي الحوثي المدعو سلطان زابن توفي يوم نين، متأثرًا بمضاعفات إصابته بفيروس كورونا الوبائي، حسبما كشف مصدر مطلع لـ"المشهد العربي".
وقال المصدر إنّ القيادي الحوثي المعين من المليشيات مديرًا للإدارة العامة للبحث الجنائي توفي جراء تدهور حالته الصحية في أحد المستشفيات في صنعاء.
و"زابن" من أخطر القيادات الأمنية في صفوف المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، حيث وثقت تقارير حقوقية تورطه في عمليات اختطاف وتعذيب سجينات، وأصدرت وزارة الحزانة الأمريكية عقوبات ضده على خلفية تورطه في الانتهاكات ضد النساء.
الرواية الحوثية اختلفت عما كشفه مصدر "المشهد العربي"، فالمليشيات أعلنت - عبر وزارة داخليتها - أن زابن توفي إثر مرض عضال ألم به.
الداخلية الحوثية كالت المدح بـ"زابن" في بيان نعيها، وزعمت أنّه أحد القيادات الذين عملوا بكل جد وإخلاص، وزعمت أيضًا بأنّه كان "صادقًا ثابتًا في كل المواقف والملمّات، وأحد قادة الجبهة الأمنية الذين واجهوا المخططات الإجرامية بكافة أنواعها"، حسب إدعاءاتها.
رواية أخرى صدرت عن حقوقيين تحدّثت عن أنّ القيادي الحوثي توفي إثر عملية تصفية داخلية، ومبعث هذه الشكوك هو أنّ الإعلان عن وفاة زابن جاء بعد يومٍ واحد من إعلان المليشيات وفاة مسؤولة سجن النساء أفراح الحرازي.
بعيدًا عن صحة أي الروايات عن سبب وفاة سلطان زابن، فإنّ الجانب الأهم هو حجم الخسارة التي منيت بها المليشيات بعد وفاة هذا القيادي الأمني الذي يعج تاريخه بالكثير من الجرائم وأدرج على إثرها على لائحة العقوبات.
ففي ديسمبر الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على زابن، وقالت إنّه وضباط إدارة المباحث الجنائية ارتكبوا جرائم "اعتقال واحتجاز تعسفي وتعذيب واغتصاب النساء بغرض استهداف الناشطات اللواتي يعارضن الحوثيين".
بالإضافة إلى ذلك، فقد أدرج مجلس الأمن الدولي، في شهر فبراير الماضي، اسم زابن إلى قائمة الشخصيات الخاضعة للعقوبات.
وقال المجلس إنّ زابن شارك في أعمال تهدد السلم والأمن والاستقرار في اليمن، ولعب دورًا بارزًا في سياسة الترهيب واستخدام الاعتقال والتعذيب والعنف الجنسي والاغتصاب ضد النساء الناشطات سياسيًّا.
فرض هذه العقوبات على زابن على وجه التحديد أمرٌ يعود إلى كم الجرائم التي أشرف هذا القيادي الحوثي على ارتكابها على مدار الفترة الماضية، لا سيّما ضد النساء فيما يخص جرائم الانتهاكات.
وكشفت معلومات حقوقية - في وقتٍ سابق - أنّ زابن يقوم من خلال العصابات العاملة معه، باختطاف النساء والأطفال من المدارس والشوارع والأسواق والزج بهم في السجون وتعذيبهم والمتاجرة بهم.
وفاة سلطان زابن قوبلت بارتياح واسع النطاق من قِبل الناشطات، وقد تعالت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أصوات الفرحة النسوية برحيل القيادي الحوثي الذي ارتكب ضدهن أبشع صنوف الجرائم والاعتداءات.