الانتقالي يصد محاولات تهميش القضية الجنوبية
رأي المشهد العربي
كثّف المجلس الانتقالي الجنوبي من تحركاته الدبلوماسية خلال الساعات الأخيرة لوقف محاولات الشرعية الإخوانية ومليشيات الحوثي الإرهابية تهميش القضية الجنوبية في مفاوضات الحل الشامل، وبدت قوى الاحتلال اليمني ساعية لإنجاز اتفاق يُمكّن كل منها من السيطرة على ثروات الجنوب ومقدراته، وهو أمر كان من الممكن أن يمر لولا وجود الانتقالي الذي لديه علاقات دبلوماسية قوية نجحت في عرقلة هذا المخطط حتى الآن.
أثبتت الأيام القليلة الماضية صواب قرار الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بتعيين ممثل عنه للشئون الخارجية، واستهدف القرار التحرك باتجاهات مختلفة في أوقات قصيرة ومتلاحقة بما يضمن وقف المؤامرات التي تحاك ضد الجنوب من أطراف يمنية، وايضا أطراف دولية لديها رغبة في أن يستمر الصراع حتى وإن كان هناك اتفاق سلام سيكون في تلك الحالة شكليا ولن يحقق المرجو منه.
عقد عمرو البيض، الممثل الخاص لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي للشؤون الخارجية، اجتماعات هامة للغاية على مدار اليومين الماضيين، بدأها بلقاء المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، ثم تبعه لقاء آخر مهم مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، هانز جروندبرج، أمس الاثنين، ونهاية بلقاء، سفير المملكة المتحدة لدى اليمن مايكل آرون، أمس أيضا.
وضع البيض -خلال الرسائل التي أوصلها إلى الدبلوماسيين الغربيين من الرئيس عيدروس الزُبيدي-، النقاط فوق الحروف، بعد أن منحت الشرعية الإخوانية لنفسها الحق في تقرير مصير الجنوب -ارتكانا على مشاركة الانتقالي معها في حكومة المناصفة-، وهو ما أوضحه البيض بتأكيده أن "حكومة المناصفة جرى تشكيلها بناءً على اتفاق الرياض وتقتصر على تدبير الخدمات، وأنها لا تمثّل المجلس الانتقالي الجنوبي سياسيا".
وكذلك فإنه أوضح مهام المجلس الانتقالي باعتباره ممثلا عن الجنوب أمام المحافل الدولية، وأكد أن الانتقالي يهدف لتحقيق أهداف شعب الجنوب الوطنية، وأن مهمته لا تقتصر على المشاركة في المفاوضات فحسب، بل تتعداها، كما قدم الانتقالي حلا مهمًا -قد يجري الارتكان عليه مستقبلا-، وهو أن يشكل الانتقالي فريقا تفاوضيا خاصا بالجنوب مع نظام هادي، عملا بما جاء في اتفاق الرياض.
استطاع الانتقالي أن يسوق نفسه ويعرض مطالب وتطلعات أبناء الجنوب، مقسمة إلى دوائر إقليمية مهمة سيكون لديها دور رئيسي في الحل، يأتي ذلك في الوقت الذي يعمل فيه المجلس على تحصين الجبهة الداخلية من أي خروقات من شأنها بعثرة أوراق الحلول السياسية وضمان الوصول إلى مفاوضات شاملة يشارك فيها الانتقالي وفقا لموازين القوى الحالية على الأرض حتى لا يكون هناك حجة لقوى الاحتلال لإبعاد قضية الجنوب عن أي مباحثات مقبلة.
يصد الانتقالي محاولات تهميش القضية الجنوبية، تحديدا وأن هناك قوى إقليمية تدعم ما يطرحه نظام هادي ومليشيا الحوثي الإرهابية، وهو ما يؤكد على أن المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، وأن توحد أبناء الجنوب خلف قيادتهم وثقتهم بها سيقود إلى تحقيق النصر واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، لأن هناك قضية عادلة يدافع الجنوبيون عنها.