الإرهاب الحوثي والسياسة الأمريكية.. ما الذي يجب أن يتغير؟

الأربعاء 7 إبريل 2021 12:07:49
testus -US

فيما تتوالى الدعوات التي تحض الحوثيين على وقف الاعتداءات التي تُرتكب ويدفع ثمنها المدنيون، فإنّ كثيرًا من التحليلات تُرجِع السبب في ذلك لما يمكمن اعتباره تراخيًّا عن العمل على كبح جماح إرهاب المليشيات.

أحد الاتهامات في هذا الإطار توّجه للولايات المتحدة التي تواجه سيلًا كبيرًا من الانتقادات في سبيل تعاطيها مع التصعيد الحوثي المتواصل، في خطوات نظر إليها بأنّها تُفسِح المجال أمام المليشيات لتتمادى في اعتداءاتها المروعة.

ففي هذا الإطار، أكّدت صحيفة اليوم السعودية أنّ إدارة الرئيس الأمريكي جو بادين قلبت رأسًا على عقب تمامًا سياسة دونالد ترامب الصارمة تجاه مليشيا الحوثي الإرهابية، التي صنّفها وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو منظمة إرهابية أجنبية.

الصحيفة قالت في تقرير لها، إنّ سياسة جو بايدن تشجع المليشيات الحوثية المدعومة من إيران وتمنحها الضوء الأخضر على التصرف كما تشاء.

هذا الاتهام الموجّه من الصحيفة السعودية يُضاف إلى سلسلة طويلة من التحليلات التي تنتقد التعاطي الأمريكي مع الوضع القائم على الأرض، لا سيّما بعد خطوة إدارة بايدن بالتراجع عن تصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًّا ، في خطوة أمريكية قوبلت بالكثير من الانتقادات أو بمعنى أدق ردود الأفعال الغاضبة.

ويبدو أنّ الولايات المتحدة تحاول مسك العصا من المنتصف، ففي الوقت الذي تظهر فيه هذا التراخي في التعاطي مع الإرهاب الحوثي، لكنّها في الوقت نفسه تحرص على إصدار بيانات تتضمن إدانة للتصعيد الحوثي لا سيّما الذي يستهدف المملكة العربية السعودية في محاولة من قِبل واشنطن لتحافظ على شراكاتها في هذه المنطقة الملتهبة.

وبالنظر لتطورات ومجريات الأمور على الأرض، فإنّ هذه السياسة لا يبدو أنّها تُحقّق أي جدوى على الأرض، وذلك بالنظر إلى أنّ تفاقم الجرائم التي يرتكبها الحوثيون بشكل متواصل تُحتّم ضرورة العمل على محاسبة المليشيات على هذه الجرائم الغادرة وليس التعامل مع وفقًا لسياسة رخوة، أقل ما يُقال عنها إنّها تُفسِح المجال أمام المليشيات لتتمادى في جرائمها.

ويُجمع المحللون على ضرورة أن تمارس القوى الدولية الكبيرة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، نفوذها بشكل كبير بما يجبر المليشيات الحوثية على وقف آلتها القمعية التي تستهدف تعميق الأوضاع الإنسانية في داخل اليمن كما تُشكل تهديدات متواصلة للسعودية، وهو ما يضرب استقرار المنطقة بشكل كبير.