خروقات الحوثي للهدنة الأممية.. اعتداءات تُجهِض آمال الحل السياسي
فيما تُبذَل الكثير من الجهود على الصعيدين الإقليمي والدولي دفعًا نحو تحقيق السلام في اليمن، فإنّ المليشيات الحوثية تتمادى في جرائم التصعيد التي تمثّل خرقًا واضحًا وصريحًا لمساعي حلحلة الأزمة.
ففي الساعات الماضية، ارتكبت المليشيات الحوثية الكثير من الخروقات لبنود الهدنة الأممية، بواقع 72 انتهاكًا في مناطق متفرقة من محافظة الحديدة.
وتنوعت الخروقات بين هجمات على المدنيين، وجرائم قصف على منازلهم ومزارع المواطنين بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وإطلاق طائرات بدون طيار مُسيرة.
تُضاف هذه الخروقات إلى قائمة طويلة من الاعتداءات يصل تعدادها إلى أكثر من 16 ألف خرق لبنود اتفاق السويد الذي وُقِّع في ديسمبر 2018 ونُظر إليه بأنّه سيكون خطوة أولى على مسار الحل السياسي.
إصرار المليشيات الحوثية على ممارسة هذا التصعيد العسكري يحمل رسالة شديدة الوضوح من هذا الفصيل مفادها أنّه لا توجد أي نوايا تجاه الحل السياسي، ما يعني أنّ المليشيات تخوض "معركة الموت".
هذه الحقيقة واضحة العيان يتوجب أنّ يراها المجتمع الدولي وقواه الفاعلة، بمعنى أدق لا يبدو أنّ المليشيات الحوثية قد تجنح من تلقاء نفسها في الانخراط نحو مسار لتحقيق السلام، وهذا معناه بشكل واضح وصريح أنّ خزائن أسلحة المليشيات ستظل تعج بالطلقات التي تنسف آمال الاستقرار.
وحتى لا يضيع وقتٌ أكثر مما ضاع أصلا، يُنتظر من المجتمع الدولي أن يُغيّر من فلسفته في التعامل مع المليشيات الحوثية، وهذا معناه ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة على الأرض تدفع المليشيات نحو الانخراط - جبرًا وقسرًا - نحو الحل السياسي.
في الوقت نفسه، فإنّ المجتمع الدولي إذا ما انتظر جنوحًا حوثيًّا نحو تحقيق السلام فإنّ الأمر سيكون بمثابة إضاعة للوقت وبالتالي فرض المزيد من التعقيدات التي تُفشِل جهود تحقيق السلام، وبالتالي تتعمّق الأوجاع الإنسانية الناجمة عن الحرب.