التردي المعيشي في مناطق الحوثي.. جرائم المليشيات التي صنعت الأعباء
اتهامات عديدة تُوجّه للمليشيات الحوثية بأنّ ما تمارسه من إهمال خدمي وصحي متعمد يفاقم من تفشي الأزمات الإنسانية بما في ذلك الحجم المرعب لانتشار الأمراض والأوبئة، على نحوٍ قاد خروج الأمور عن السيطرة بشكل كبير.
ففي هذا الإطار، اتهمت صحيفة "البيان" الإماراتية، مليشيا الحوثي الإرهابية بتعمد تجاهل الانتشار المُخيف للأمراض الوبائية والجوع في مناطق سيطرتها.
الصحيفة قالت إنّ المليشيات وجهت كل الإمكانات لصالح مجهودها الحربي، وإغراء الجوعى برواتب شهرية إذا ما التحقوا بالجبهات، وحولت كل المعدات والتجهيزات الطبية التي قدمت من المنظمات الدولية لصالح مقاتليها، وسط ارتفاع مُخيف في أعداد الوفيات والمُصابين بأمراض مختلفة.
في سياقٍ متصل، وفي إطارٍ صناعة الأعباء على السكان أيضًا، فقد تسبّبت القيود التي تفرضها المليشيات الحوثية على عمل المنظمات الإغاثية في انخفاض الحصص الغذائية للمحتاجين إلى النصف.
ونوهت إلى أن المليشيات لم تكتفِ باحتكار تجارة الوقود ومصادرة مخصصات رواتب الموظفين، لكنها احتكرت تجارة الغاز المنزلي وربطتها بمشرفيها في الأحياء السكنية، وضاعفت من سعر أسطوانة الغاز، واستخدمت هذه المادة كوسيلة لمراقبة السكان وجمع بياناتهم لتسهل مراقبتهم.
الجرائم التي ارتكبها الحوثيون في هذا الإطار صنعت أزمة إنسانية مُدرجة وفق الكثير من التقارير والبيانات الأممية بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.
فعلى الصعيد الصحي، أفسحت المليشيات الحوثية المجال أمام تفشٍ مرعب وخطير للأوبئة والأمراض دون أن تولي أي اهتمام يُذكر بتحسين الأوضاع الصحية أو تقديم الخدمات الطبية ولو بحد أدنى.
في الوقت نفسه، فإنّ المليشيات الحوثية دأبت أيضًا على ارتكاب جريمة نهب المساعدات الإغاثية والإنسانية، وهو ما مثّل ضربة موجهة للأوضاع المعيشية لا سيّما في المناطق الخاضعة لسيطرة هذا الفصيل الإرهابي.
هذا الإجرام الحوثي في وجه الإنسانية يمكن القول إنّه صنع الكثير من الأعباء على السكان الذين بات لا حول لهم ولا قوة، بالنظر إلى حجم الأعباء التي تكبّدوها من جرّاء هذه القبضة الحوثية الغاشمة والمروعة.
وفيما يتحمّل المجتمع الدولي مسؤولية مواجهة الوجه البشع لهذه الأزمات التي لا تُطاق على الإطلاق وذلك عن طريق تكثيف العمل الإغاثي، وفي الوقت نفسه يتوجّب العمل على اتخاذ إجراءات تضمن وقف عبث المليشيات بالأوضاع الإنسانية.