رسائل الانتقالي الصارمة.. طمأنة للجنوبيين وللتحالف وتحذير للإخوان
موقف حازم صارم صدر عن المجلس الانتقالي فيما يتعلق بمواجهة التصعيد العسكري الذي تمارسه المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لنظام الشرعية ضد الجنوب الذي تفاقم خلال الفترة القليلة الماضية.
الحديث عن تصريح للدكتور ناصر الخُبجي القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي حذر من أنّ المجلس لن يطول صمته على انتهاكات القوى المعادية لشعب الجنوب وسياسات العقاب الجماعي، ولن يسمح باستهداف معيشة وكرامة شعب الجنوب.
تصريح الخُبجي أو بالأحرى تحذيره جاء خلال استقباله عددًا من أعضاء منسقية المجلس بجامعة أبين، حيث ثمّن الدور النضالي لأبناء محافظة أبين، وصمودهم الأسطوري بمواجهة مليشيا الشرعية الإخوانية، ومحاولاتها إعادة احتلال العاصمة عدن والمحافظات المحررة.
وخلال الاجتماع، أكّد الخبجي الدور المحوري للمواطنين في مكافحة الإرهاب إلى جانب القوات المسلحة والأمنية الجنوبية في المحافظة.
لغة التحذير التي صدرت عن الخبجي، تضمّنت جنوحًا أيضًا نحو السلام، وذلك بتعبيره الواضح عن حرص المجلس الانتقالي على المضي في تطبيق اتفاق الرياض، وتوفير الحد الأدنى من متطلبات التنمية وتحسين مستوى المعيشة.
وطالب الخبجي، حكومة المناصفة بالاضطلاع بدورها ومسؤولياتها في توفير الخدمات للمواطنين والاستجابة لمتطلباتهم.
تصريحات الخبجي تحمل رسائل طمأنة لكافة الأطراف، فالجانب الأهم هو الشعب الجنوبي الذي تحرص القيادة على طمأنته بأنّه لا يمكن أن يتم السكوت على الاعتداءات التي يتعرّض لها الوطن على يد المليشيات الإخوانية الإرهابية.
رسائل الخبجي تعني بكل وضوح أنّ القوات المسلحة الجنوبية ستظل ملتزمة بالعمل على حفظ أمن الوطن، وذلك من خلال صد الاعتداءات التي تشنها المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لنظام الشرعية.
إقدام الجنوب على هذه الجهود العسكرية لن يكون من منطلق عدائي على الإطلاق، لكن الأمر يشمل حقًا أصيلًا للجنوب في الدفاع عن أراضيه وصد الاعتداءات التي تُحاك ضد أمنه واستقراره.
رسالة أخرى صدرت عن المجلس الانتقالي موجهة إلى التحالف العربي وبالأخص إلى المملكة العربية السعودية باعتبارها راعية اتفاق الرياض، ومفاد هذه الرسالة بأنّ الجنوب يظل حريصًا بإنجاح الاتفاق، وهذا معناه أنّ الكرة في ملعب الطرف الآخر الذي يعادي الجنوب وشعبه ويسعى لاستهداف أراضيه.
السياسة التي يتبعها المجلس الانتقالي تعبّر عن "قوة وهدوء" في آن واحد، فمن جانب فإنّ الميدان سيشهد حسمًا عسكريًّا في إطار التصدي لهذا الإرهاب الإخواني الغاشم الذي يأخذ منحى تصعيديًّا.
في الوقت نفسه، فإن الجنوب يظل حريصًا على إنجاح اتفاق الرياض، وذلك بالنظر إلى الأهمية الاستراتيجية لهذا المسار فيما يتعلق بالعمل على ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، علمًا بأنّ هذه البوصلة مُحرّفة إخوانيًّا بسبب السياسات التآمرية التي يتبعها نظام الشرعية الخاضع لهيمنة حزب الإصلاح.