ضربات الشرعية نحو التحالف العربي
رأي المشهد العربي
لا يمكن النظر إلى تصعيد الشرعية في محافظات الجنوب وتحديدا نحو محافظة أبين بمعزل عن سعيها لمعاداة التحالف بل وتوجيه ضربات موازية للتي تقوم بها المليشيات الحوثية الإرهابية باتجاه المملكة، وإن كان ذلك بشكل غير مباشر عبر استهداف اتفاق الرياض الذي نص على انسحابها من المحافظة، ومن ثم بعثرة جهود التحالف الرامية نحو الحل السياسي.
توجه الشرعية ضرباتها نحو التحالف العربي الذي يسعى للحفاظ على اتفاق الرياض ويستهدف تهدئة الأوضاع في الجنوب والتفرغ للتعامل مع المليشيات الحوثية في الشمال، بعد أن كثفت العناصر المدعومة من إيران جرائمها الإرهابية باتجاه المملكة، وبالتالي فإن تشتيت الجهود يصب مباشرة لصالح أطراف إقليمية معادية للتحالف العربي يظل هدفها الأساسي إطالة أمد الصراع.
تسير الشرعية الإخوانية في الاتجاه المقابل للتحالف، ففي الوقت الذي تسعى فيه المملكة العربية السعودية لتهيئة الأوضاع من أجل الجلوس على طاولة مفاوضات بمشاركة جميع الأطراف لإرغام المليشيات الحوثية على الجنوح للسلام، تذهب الشرعية باتجاه التصعيد العسكري في الجنوب ما يتيح للعناصر المدعومة من إيران التهرب من أي ضغوط تُمارس عليها، لأنها ستطالب أولا بوقف ما يجري في الجنوب.
وكذلك تصعيد الشرعية العسكري يخدم أجندات إقليمية معادية لطالما سعت إلى اختراق الجنوب من أجل تقويض التحالف العربي، بعد أن أثبتت القوات المسلحة الجنوبية أنها ذراع مهمة في مواجهة قوى إرهابية تعمل على استهدافه، وأن دخول القوات المسلحة في معارك طاحنة مع العناصر الإرهابية التابعة للشرعية يتيح لإيران الدفع بمليشياتها نحو التقدم جنوبا، ورغم أن تلك المحاولات فشلت في السابق لكنها تؤشر على حجم التنسيق بين الشرعية والمليشيات الإيرانية.
التعامل مع إرهاب الشرعية في الجنوب لا يجب أن يكون من خلال القوات المسلحة الجنوبية فقط والتي استطاعت أن تصد الهجمات الإرهابية خلال الأيام الماضية، لكن سيكون هناك حاجة ملحة لتدخل التحالف العربي سواء على مستوى الضغط السياسي من أجل تنفيذ باقي بنود اتفاق الرياض، أو على المستوى العسكري لمنع انزلاق الجنوب إلى الحرب بمفهومها الواسع تحديدا وأنه لن يستطيع أحد لوم القوات المسلحة الجنوبية كونها في موضع الدفاع عن الأرض والعرض.