الكوليرا في اليمن.. وباء الحوثي الذي يفتك بالبطون
فيما تفشّت الكثير من الأمراض على مدار الفترات الماضية على إثر الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية الإرهابية، فإنّ مرض الكوليرا هو أحد الأوبئة التي سجّلت حضورًا مروعًا.
ففي إطار التحذيرات من هذا الوضع، حذّرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، من أن الكوليرا يعد مرضا متوطنا في مختلف أنحاء اليمن.
المنظمة الدولية قالت في تغريدة عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" اليوم الجمعة، إنّ ندرة المياه العذبة تدفع المزارعين إلى اللجوء إلى استخدام مياه ذات جودة مشكوك فيها.
تعريفيًّا، فإنّ "الكوليرا" مرض بكتيري عادةً ما ينتشر عن طريق الماء الملوَّث، ويتسبَّب في الإصابة بإسهال وجفاف شديد، وإذا لم يتم علاجه، فيمكن أن يكون قاتلًا خلال ساعات، حتى لدى الأشخاص الذين كانوا أصِحَّاء سابقًا.
وتقول منظمات صحية إنَّ أعراض أغلب حالات الكوليرا تكون عبارة عن إسهال بسيط أو معتدل يصعب تفرقته عن الإسهال الناتج عن أية مشكلة صحية أخرى.
ومن الممكن أن يُصاب البعض الآخر بمؤشرات وأعراض شديدة للكوليرا، غالبًا ما تظهر خلال عدة أيام من الإصابة بالعدوى.
تفشي مرض الكوليرا أمرٌ لا يثير أي استغراب وذلك بالنظر إلى أنّ هناك أزمة صحية مستعرة للغاية، يتخلّلها انتشار مرعب للكثير من الأوبئة، وسط انهيار شبه تام للمنظومة الصحية.
وعلى مدار الفترات الماضية، غرست المليشيات الحوثية بيئة خصبة تقوم على تفشي الكثير من الأوبئة والأمراض التي تفتك بالمدنيين.
تفشي مرض الكوليرا على وجه التحديد أمرٌ يرتبط أيضًا بأزمة نقص المياه التي تمثّل أحد أبشع صنوف الأزمات الإنسانية الناجمةعن الحرب العبثية.
وتقول الأمم المتحدة إنّ أكثر من ربع الحالات التي يُشتبه في إصابتها بالإسهال المائي الحاد والكوليرا والبالغة حوالي مليون حالة، هم من الأطفال ما دون الخامسة من العمر، وأكثر من 385 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ويصارعون من أجل البقاء، علمًا بأنّ المياه الصالحة للشرب تشكّل أحد أهم أسباب سوء التغذية.