الإفلات من العقاب.. سياسة حوثية تفاقم الفوضى الأمنية
فيما تتفاقم الفوضى الأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية والتي تخلّلها تصاعد كبير في جرائم القتل، فإنّ المليشيات تُفسِح المجال نحو الإفلات من العقاب بما يدفع نحو تقوية هذه الفوضى بشكل كبير.
هيثم السلام الخضر هو أحد مواطني محافظة إب، الذين دفعوا كلفة باهظة وصلت إلى حد القتل من جرّاء الفوضى الأمنية التي يغذيها الحوثيون في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ضمن جرائم باتت معتادة بشكل كبير.
ولأنّ الوقائع الماضية تشير بأنّ هناك إصرارًا حوثيًّا على تغذية فكرة الإفلات من العقاب، فقد طالب أهالي المجني عليه "الخضر" الذي لقي مصرعه الأسبوع الماضي بمنطقة أحوال في محافظة إب بسرعة محاكمة قاتله المدعو نسيم حميد عباس.
وفي هذا الإطار، حذّر مقربون من أسرة المجني عليه، المليشيات الحوثية الإرهابية من تداعيات التلاعب بالقضية، وطالبوا بسرعة تحويلها إلى القضاء للقصاص من القاتل.
وأكّد المقربون من "الخضر" أنّ القاتل من أرباب السوابق، ولم تكن تلك الجريمة هي الأولى له فقد سبق ارتكابه عدة جرائم أخرى.
يأتي هذا فيما أوضحت مصادر حقوقية أنّ محاولات تأخير إحالة القاتل للقضاء قد يكون هدفها تدخل شخصيات نافذة في المليشيات الحوثية؛ للقيام بدور الوساطة لإنهاء القضية.
إقدام المليشيات الحوثية على تغذية سياسة الإفلات من العقاب هو أمر غير مستغرب من قِبل المليشيات التي دأبت على غرس بذور الفوضى الأمنية والعمل على تفشيها على نحو يفتك بالسكان بشكل مروع.
مساعي الحوثيين بنشر الفوضى الأمنية أمرٌ مرتبط بأنّ المليشيات لا يشغلها إلا تعزيز تفوذها على الأرض وإحكام قبضتها بشكل كامل على المناطق الخاضعة لسيطرتها، بما يمكّن عناصرها من التمادي في جرائم النهب والسطو عملًا على تكوين ثروات ضخمة.
وهناك مسعى حوثي آخر من جرّاء هذه السياسات الخبيثة، وهي إحداث حالة من عدم الاستقرار على الأرض، بما يضمن عدم ظهور أي حركات معارضة قد تندلع بشكل منظم ضد هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران.