كورونا في مناطق الحوثي.. لماذا تشهر المليشيات سلاح الإنكار؟
فيما سجّلت جائحة كورونا حضورًا مرعبًا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإنّ المليشيات تعيش حالةً من الإنكار للوضع على الأرض، بما ينذر بتفاقم خطورة الأوضاع بشكل كبير.
العبث الحوثي تجلّى واضحًا في رفض المليشيات تقريرًا يحذر من خطورة الوضع الوبائي جراء تفشي فيروس كورونا في صنعاء ومناطق سيطرتها.
التقرير الذي أعده أطباء بارزون في صنعاء، دعا إلى سرعة اتخاذ تدابير وقائية للحد من تفشي الفيروس المستجد، من خلال إجراءات الإغلاق ومنع التجمعات ونقل أسواق القات إلى خارج المدن، والتعامل بجدية مع الجائحة التي تتفشى بشكل واسع وخطير.
كما طالب التقرير بالاعتراف بالجائحة وتكثيف التوعية الإعلامية للمواطنين، وسرعة التنسيق مع المنظمات الدولية لتوفير اللقاحات للكوادر الصحية، خشية تصاعد الوفيات بصفوفها.
وكما كان متوقعًا، قوبل التقرير بالرفض من قِبل وزير الصحة في حكومة المليشيات "غير المعترف بها" المدعو طه المتوكل حسبما علم "المشهد العربي" من مصادر طبية.
وفي التفاصيل، قالت المصادر إنّ الوزير الحوثي تجاهل التقرير، وما تضمنه من مقترحات، رغم التقارير اليومية التي تصل الى مكتبه عن انتشار مخيف للفيروس التاجي.
في المجمل، ترفض مليشيا الحوثي الإرهابية الاعتراف بالوضع الوبائي لفيروس كورونا، وتصر على التعامل معه كمرض عادي، وتحظر على المنظمات تنفيذ أي برامج وقائية، وتمنع وسائل الإعلام من التوعية بسبل تجنب العدوى بالفيروس والحد من انتشاره.
هذه السياسات العبثية التي يتبعها الحوثيون أمرٌ يحمل خطورة بالغة فيما يتعلق بوضع كورونا الوبائي، ومدى تفشي الفيروس على الأرض، في ظل منظومة صحية هي في الأساس منهارة.
تزايد أعداد الإصابة بكورونا أشار بكل وضوح إلى أنّ أوضاع جائحة كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين لا سيّما صنعاء تتجه نحو الخروج عن السيطرة، وذلك في ظل السياسات الخبيثة التي اتبعتها المليشيات في مواجهة الوباء.
ويرى مراقبون أنّ غياب الشفافية يمثّل الجريمة الحوثية الأكبر التي تُفسِح المجال أمام تفشي الوباء بشكل كبير، وذلك في ظل عديد الدعوات من الجهات المعنية التي تشدّد على ضرورة التحلي بالشفافية الكاملة في التعامل مع الوباء.
إقدام الحوثيين على اتباع سياسة إخفاء الحقائق أمرٌ مرتبط بأنّ المليشيات تحاول تفادي الظهور من منطلق الفشل الذريع، وذلك بالنظر إلى ظهور أعداد ضخمة من الإصابات، دون أن تحصل على حد أدنى من الرعاية الصحية.
ومن المؤكّد أنّ تفاقم الأزمة أمرٌ يرتبط بأنّ المليشيات الحوثية مارست حالةً من التراخي والإهمال في مواجهة الأعباء الصحية، وهو ما حاصر السكان بالكثير من الأزمات وصولًا إلى انهيار هذه المنظومة بشكل كامل.