محرقة النازحين.. جريمة حوثية تنتقل من صنعاء للحديدة
أقدمت المليشيات الحوثية على ارتكاب جريمة مماثلة لمحرقة اللاجئين الأفارقة في صنعاء لكن هذه المرة بحق مخيم النازحين بمدينة حيس بمحافظة الحديدة، وهو ما يعد دليلا آخر على تورط العناصر المدعومة من إيران في جريمة صنعاء المروعة التي ارتكبتها قبل شهر تقريبا، وأثارت ضجة عالمية كبيرة.
لم يتعامل المجتمع الدولي بجدية مع محرقة النازحين في صنعاء، وهو ما سمح للمليشيات الحوثية لتكرار الحادث مجددا لكن هذه المرة في محافظة الحديدة، وقد يكون الأمر قابلا للتكرار في محافظات أخرى طالما أن جريمتها الأولى مرت من دون عقاب، وهو ما يشكل سببا مباشرا لاستمرار الحرب في اليمن للعام السابع على التوالي من دون أمد قريب لنهايتها.
يرى مراقبون أن المليشيات الحوثية ليس لديها غضاضة في ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين بعد أن مرت كل جرائمها من دون حساب أو عقاب، كما أنها تبعث برسالة مفادها أنها مدعومة من المجتمع الدولي الذي ينتقد جرائمها في العلن عبر بيانات الشجب والإدانة، لكنها في المقابل تحظى بغطاء دولي خفي عبر التغاضي عن جرائمها، وهو ما يشجعها على ارتكاب مزيد من الجرائم.
وأضرمت عناصر مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، مساء أمس السبت، النيران في مخيم للنازحين بقرية الحلة الواقعة شمال غرب مديرية حيس في محافظة الحديدة، ودمرت ألسنة اللهب المخيم، المبني من سعف النخيل، كليًا، بعد استمرارها لعدة ساعات.
وهجرت المليشيا سكان المخيم من منازلهم قسرًا في العام 2018، لتحويلها إلى ثكنات عسكرية بغرض التحصن فيها، لكن لم يتم الإعلان عن وجود ضحايا أو مصابين حتى الآن.
وقبل شهر تقريبا، دفنت مليشيا الحوثي الإرهابية عشرات الجثث للمهاجرين الإثيوبيين الذين قضوا في حادثة المحرقة المفجعة في أحد مراكزها لاحتجاز اللاجئين بصنعاء، وقالت مصادر مطلعة لـ "المشهد العربي"، في حينها، إن مليشيا الحوثي دفنت نحو 43 جثة.
وكان ناجيان من الجنسية الاثيوبية قد أفادا بأن عناصر المليشيا الإجرامية أطلقت قنابل حارقة عليهم بعد احتجاج على نقص الوجبات الغذائية ما أدى الى احتراق الفرش ووقوع المحرقة.