الحوثي يخطط لتدشين إمارة إرهابية في صنعاء
برهنت جملة من الوقائع التي شهدتها صنعاء خلال الأيام الماضية، على أن المليشيات الحوثية تخطط لتحويل المحافظة إلى إمارة إرهابية متشددة تمكنها من نشر أفكار إيران المتطرفة من دون أن يعترض عليها أحد، وهو أمر يسعى لتحقيق هدف أكبر يتمثل في إطالة أمد الصراع واستمرار هيمنتها على المحافظة أطول فترة ممكنة.
أقدمت المليشيات الحوثية على اختطاف ممثلة شابة، قبل يومين تقريبا، في الوقت الذي قامت فيه بشراء مساحات واسعة من الأراضي والعقارات في صنعاء، في محاولة لتغيير التركيبة الديموغرافية للمحافظة وتوسيع قاعدة المواطنين الذين ينتمون إليها سواء كان ذلك من خلال أبناء المحافظة أو الاستعانة بعناصر خارجية ينتهجون نفس المذهب الذي تنتمي إليه، وهو بالأساس خطة إيرانية أقدمت عليها من قبل في سوريا والعراق ولبنان.
تحاول المليشيات الحوثية طمس أي معالم ثقافية أو فنية لصنعاء، واستبدالها بخطابات طائفية تروج لها من خلال المحاضرات والخطب التي تنظمها على نطاق واسع، تحديدا في شهر رمضان، إذ أنها توظف الشهر الفضيل من أجل نشر مذهبها، عبر حث الأطفال والصغار على المشاركة في أعمال العنف والقتال ضد أقرانهم من الأبرياء العزل في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها.
إمارة الحوثي الإرهابية في صنعاء يجري التأسيس لها منذ أن سيطرت العناصر المدعومة من إيران على المحافظة، غير أنه بعد سبع سنوات من الحرب بدت العناصر المدعومة من إيران تتخذ خطوات فعلية لتأسيس تلك الإمارة من خلال شراء الأراضي والعقارات، هذا إلى جانب إرغام المواطنين للانتماء إليها من خلال تأزيم أوضاعهم المعيشية ومعاقبتهم من خلال وسائل عديدة يأتي على رأسها رفع أسعار السلع والخدمات بشكل مبالغ فيه.
رفعت كبرى الشركات والتجار في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، أسعار المواد الغذائية الأساسية مع قدوم شهر رمضان المبارك، فيما تبخرت وعود وزارة الصناعة والتجارة في حكومة المليشيا غير المعترف بها، بمعاقبة تلك الشركات، وإلزامها بالبيع بالتسعيرة.
وقال مصدر مطلع لـ "المشهد العربي" إن القيادي الحوثي رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، المدعو مهدي المشاط، أصدر أوامر بعد اعتراض تلك الشركات، مشيرا إلى أن كبار القيادات الحوثية تبتز الشركات الكبرى، فيما تتولى وزارة الصناعة والتجارة ممارسة الابتزاز على الفئات الدنيا من التجار ورجال الأعمال.
أكدت صحيفة الشرق الأوسط أن مليشيات الحوثي الإرهابية لم تترك مجالًا تجاريًا إلا واستخدمته في تمويل الحرب، وخلق طبقة تجارية من الموالين لها، وشراء مساحات كبيرة من الأراضي والعقارات في صنعاء، وقالت في تقرير نشرته اليوم الاثنين، إن المليشيا المدعومة من إيران تعمل على تغيير التركيبة الديموغرافية المذهبية لصنعاء، وغسل الأموال التي نهبها قادتها.
وأشارت إلى انضمام تجارة المبيدات الزراعية والأسمدة والتبغ إلى جانب تجارة المشتقات النفطية والمقاولات ضمن مصادر تمويل المليشيا الإرهابية، إضافة إلى سيطرتها على أسواق مختلفة وتحويل الأموال والنفط، وشركات الاستيراد والتصدير.
واختطفت مليشيا الحوثي الإرهابية، الممثلة وعارضة الأزياء الشابة انتصار الحمادي من أحد شوارع صنعاء، قبل أن تقتادها لجهة مجهولة، وقال مصدر لـ"المشهد العربي"، إن عناصر مُسلحة من مليشيا الحوثي اعترضت طريق الشابة في منطقة حدة، واعتدوا عليها بالضرب، قبل أن يقتادوها إلى جهة مجهولة.
وأضاف المصدر، أن اعتقال الفتاة "الحمادي" جاء بسبب عملها في مجال التمثيل وعرض الأزياء، ونشر صورها على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن المليشيات تتهمها بممارسة ما تسميه "الحرب الناعمة"، المُخالفة للثقافة القرآنية، وهو المصطلح الذي تطلقه المليشيات على أفكارها الدينية المذهبية المتطرفة.