جرائم الحوثي ضد المدنيين.. ما علاقتها بأجندة المليشيات السياسية؟
تفرض الجرائم الحوثية المتواصلة ضد المدنيين تساؤلات عن إصرار المليشيات على استهداف الأعيان المدنية على هذا النحو الذي يبرهن على الوجه الإرهابي لهذا الفصيل المدعوم من إيران.
الفترة الماضية شهدت تكثيفًا حوثيًّا في ارتكاب صنوف ضخمة من الاعتداءات ضد الأعيان المدنية، إلى حد ارتكاب جرائم ترتقي إلى كونها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ففي هذا الإطار، وضعت صحيفة البيان الإماراتية سببًا للتمادي الحوثي في ارتكاب هذه الجرائم قائلةً إنّ المليشيات الإرهابية اتخذت من المدنيين واستهدافهم وسيلة ضغط؛ لتحقيق أهداف عجزت عن التوصل لها بالحرب.
وقالت الصحيفة، اليوم الأربعاء، إنَّ المبعوثين الأممي والأمريكي وبإسناد إقليمي ودولي يعملان على إقناع مليشيا الحوثي الإرهابية بقبول خطة التهدئة، وأن يكون شهر رمضان مناسبة لإعلان وقف شامل لإطلاق النار، وتنفيذ التدابير الإنسانية والاقتصادية.
وأضافت أن الأمم المتحدة تأمل بأن يؤدي الاتفاق على التدابير الإنسانية إلى إيجاد بيئة مواتية للانتقال بسرعة إلى محادثات سلام في رمضان تشمل الجميع تحت مظلة الأمم المتحدة؛ لإنهاء النزاع بشكل كامل ومستدام.
وأشارت إلى أن الخطة تتضمن فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الدولية والمحلية، وكذلك ضمان التدفق المنتظم للوقود وغيره من السلع التجارية من خلال موانئ الحديدة، وتوجيه الإيرادات المرتبطة بدخول سفن الوقود نحو المساهمة في دفع رواتب الموظفين.
إفشال الحوثيين لجهود الحل السياسي ومن ثم التوسّع في استهداف المدنيين أمرٌ يرمي إلى إطالة أمد الحرب من جانب، ومن ثم تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب التي يسعى هذا الفصيل لتحقيقها.
تمادي الحوثيين في ارتكاب الجرائم التي تستهدف الأعيان المدنية يستلزم أن يتصدى له المجتمع الدولي على وجه السرعة، وذلك بالنظر إلى حجم الكلفة التي تكبّدها السكان من هول هذه الاعتداءات المرعبة.
مساعي الحوثيين في هذا الصدد مرتبطة بأنّ المليشيات تحاول بشتى الطرق أن يكون لها حضور واسع على الأرض، ومن ثم تفرض نفوذها بالقوة الغاشمة لتحقيق مآرب سياسية تخدم الأجندة الإيرانية، وذلك بعدما فشل تحقيق هذه الأهداف عبر آلة العسكرية.