العمل الخيري السري.. كيف أصبح سبيل السكان للفرار من القمع الحوثي؟

الجمعة 16 إبريل 2021 01:14:00
testus -US

فيما تتعقّد الأوضاع المعيشية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ممزوجةً بحالة قمع فتاكة تمارسها المليشيات، لم يجد السكان بدًا إلا العمل الخيري بشكل سري لتجاوز هذه الأعباء.

الحديث عن بدء عددٍ من الشباب والمتطوعين تنفيذ مبادرات خيرية سرية في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين، خوفًا من قمع المليشيات الذي يستهدف الأعمال الخيرية.

وفي التفاصيل، علم "المشهد العربي" من أحد الناشطين أنّ الشباب يتبنون مبادرة لمساعدة الأسر الفقيرة والمتعففة، غير أنهم لا يعلنون عن أنشطتهم، موضحًا أن التنسيق والمساعدة تكون بشكل سري.

وأضاف أن القائمين على الأنشطة الخيرية في السنوات السابقة، دأبوا على الإعلان عنها من باب الشفافية أمام الداعمين لتلك الأعمال، ولمعرفة مصير الدعم الإنساني، غير أنهم تعرضوا للاعتقال والملاحقة والتضييق.

وأشار إلى أنّ بعض رجال الأعمال الذين يدعمون تلك المبادرات يتفهمون العمل الخيري السري في مناطق المليشيات، كونهم يتعرضون لمضايقات تمنعهم من تنفيذ أي أعمال خيرية وتوزيع مساعدات غذائية.

تكشف هذه الخطوة الشبابية مدى حالة القمع التي تُشهرها المليشيات الحوثية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ضمن قبضة غاشمة كبّدت السكان كلفة لا تُطاق على الإطلاق.

فعلى مدار الفترات الماضية، منعت المليشيات الحوثية الإرهابية تنفيذ أي مبادرات أو مشروعات خيرية في مناطق سيطرتها، وتشترط توزيع تلك المساعدات عبرها، وتطارد كل من يقوم بتنفيذ تلك الأعمال.

إقدام الحوثيين على تنفيذ هذه السياسة الخبيثة أمرٌ يرتبط بأكثر من غاية، فمن جانب تعمل المليشيات على منع الأعمال الخيرية وبالتالي تعقيد الأوضاع الإنسانية وتضخيم الأزمات المعيشية بشكل كبير.

في الوقت نفسه، فإنّ المليشيات الحوثية الإرهابية تحاول الاستئثار بجمع الأموال من السكان تحت مزاعم توظيفها في إطار العمل الخيري، لكن واقع الحال يشير إلى غير ذلك حيث أنّ المليشيات تعمل بشكل متواصل على نهب هذه الأموال بغية تكوين ثروات ضخمة من جانب مع العمل على تمويل أعمالها العدائية من جانب آخر.

استنادًا إلى ذلك، يبقى السكان القاطنون في مناطق سيطرة الحوثيين هم الحلقة الأضعف، حيث يدفعون أبشع الأثمان من جرّاء ما تمارسه المليشيات من سلطة قمعية تفتك بالأوضاع الإنسانية على مدار الوقت.