كورونا يفتك بمناطق الحوثي.. ما سبب كل هذا التفشي؟
يبدو أنّ الأمور تتجه نحو الخروج عن السيطرة فيما يخص الوضع الوبائي لفيروس كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.
الأيام القليلة الماضية شهدت تسجيل الكثير من حالات الوفاة والإصابة بالفيروس، وسط تعاطي حوثي مع الأوضاع أقل ما يُوصَف به بأنّه يحمل قدرًا ضخمًا من الإهمال.
وتقول المعلومات الواردة من كافة المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بما في ذلك محافظة صنعاء أنّ هناك انتشارًا خطيرًا لفيروس كورونا، غير أنّ المليشيات تمارس تعتيمًا على مدى تفشي الوباء.
وتتحدّث مصادر طبية مطلعة عن خطورة الأوضاع على الأرض بشأن تسجيل مستشفيات صنعاء وفيات يومية جراء الإصابة بكوفيد 19.
في سياق متصل، توفي وزير المالية الأسبق سيف العسلي، في أحد مستشفيات صنعاء متأثرًا بأعرض إصابته بفيروس كورونا.
وعلم "المشهد العربي" مصدر مطلع أنَّ الوزير السابق دخل المستشفى منذ أربعة أيام جراء تدهور حالته، غير أنه لفظ أنفاسه الأخيرة.
تُشير كل هذه التطورات إلى خروج الأمور عن السيطرة فيما يخص الوضع الوبائي لفيروس كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في وقتٍ توجّه فيه الكثير من الاتهامات للمليشيات بأنّها تتحمل مسؤولية هذا التفشي المرعب.
ما يعزّز من هذه الاتهامات هو أنّ المليشيات الحوثية تحاول فرض حالة من التعميم على تفشي الوباء، وتتبع سياسة خبيثة تقوم على إخفاء المعلومات وتغييب الشفافية، وذلك لتخلي مسؤوليتها عن مواجهة تفشي الوباء.
ولعل الواقعة الأشد رعبًا في هذا السياق هو ما كُشف عن قيام الحوثيين بإعدام مصابين بكورونا ودفنهم بشكل جماعي وذلك حتى لا تتكدس المستشفيات بالجثث وبالتالي يُفتضح أمر إهمال المليشيات.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ قبضة الحوثيين الغاشمة على المؤسسات الصحية أمرٌ أدّى إلى انهيارها بشكل كامل، وخرج الكثير منها عن العمل، وهو ما ضاعف من الأعباء على السكان الذين لم يجدوا مكانًا لتلقي العلاج.
خطورة هذه السياسات الخبيثة التي يتبعها الحوثيون تتعلق بمدى إمكانية تفشي الوباء على نحوٍ مرعب، لا سيّما أنّ كافة المعلومات الطبية تقول إنّ كورونا يملك قدرة مخيفة على التفشي والتسلّل إلى الأجساد، وبالتالي فإنّ تغييب الشفافية في التعاطي مع الجائحة أمرٌ كفيلٌ بأن يعطي الوباء رخصة التفشي.