تدهور الوضع الإنساني يضاعف الضغط الدولي على الحوثيين
دفعت الأوضاع الإنسانية المتدهورة في اليمن المجتمع الدولي لتكثيف الضغوطات على المليشيات الحوثية، بعد أن تركزت جملة من الاجتماعات التي عقدها أطراف دولية في المملكة العربية السعودية على كيفية التعامل مع الوضع المتأزم تحديدا مع تفشي فيروس كورونا وزيادة أعداد الضحايا والمصابين.
على الرغم من أن المليشيات الحوثية لم تقدم أي جديد يثبت رغبتها في السلام، غير أن توقيت تحركات المنظمات والهيئات الأممية في الوقت الحالي يحمل أبعادا سياسية لأنها تأتي في وقت رحب فيه مجلس الأمن بدعوة المملكة العربية السعودية بإنهاء الحرب والوصول لاتفاق سياسي شامل بين الأطراف المختلفة، وبالتالي فإنه لا يمكن الفصل بين أي جهود دولية تجري في هذا الإطار وبين المباحثات والدعوات التي أطلقتها مؤسسات وهيئات دولية خلال اليومين الماضيين.
دعت سفيرة النوايا الحسنة لمفوضية شؤون اللاجئين، كيت بلانشيت، إلى اتخاذ إجراءات فورية للتعامل مع الوضع الإنساني الطارئ في اليمن، ولفتت إلى أن العائلات تضطر للنزوح وتواجه خطر المجاعة، خاصةً وأن الأزمة الإنسانية تحاصرهم من كل الاتجاهات، مشيرة إلى أن 80% من السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية، كما حذرت من أن هناك جيلا كاملا مُعرضا للخطر في اليمن.
بحث لقاء بين مبعوث مملكة السويد الخاص باليمن السفير بيتر سيمنبي، والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة عبدالله الربيعة، اليوم الأحد، الأمور ذات الاهتمام المشترك والمتعلقة بالشؤون الإنسانية والإغاثية.
واستعرض الربيعة خلال اللقاء الذي جرى في العاصمة الرياض، المشاريع التي قامت بها المملكة في مختلف المحافظات، والتي بلغت 590 مشروعًا، وأشاد بيتر سيمنبي، بالدور الريادي التي تقدمه المملكة من خلال المركز لدعم البلدان ذات الاحتياج.
يأتي ذلك فيما أبدت السفارة الصينية، اليوم الأحد، ترحيبها بدور الدول الخليجية في دفع عملية السلام باليمن، وعبرت عن أملها في أن يصبح دور الدول الخليجية قوة فاعلة لدفع العملية السلمية باليمن.
وكان مجلس الأمن الدولي قد رحب مؤخرًا، بمبادرة المملكة العربية السعودية بشأن إنهاء الصراع في اليمن والتوصل إلى حل سياسي شامل، داعيًا الأطراف للانخراط بشكل بناء مع مشاورات المبعوث الأممي.
وقبل أيام حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، من تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، إثر تفشي جائحة كورونا وانتشار المجاعة، وقال لوكوك، في جلسة لمجلس الأمن حول الأزمة اليمنية، إن "الفيروس يتحرك في اليمن بشكل أسرع بكثير مما يمكننا مواجهته، ولن تكون اللقاحات كافية".
وأضاف: "نحتاج بشدة إلى مزيد من الموارد لتوسيع نطاق العلاج والمراقبة للتخفيف من تأثير الوباء، مشيراً إلى أن تفشي كورونا يأتي في وقت لا تزال فيه المجاعة تثقل كاهل البلاد؛ حيث يعاني عشرات آلاف المواطنين من المجاعة، و5 ملايين آخرين يتخلفون عنهم بخطوة واحدة".
ومع كل هذه التحذيرات وضعت مليشيا الحوثي الإرهابية قيودًا إضافية على عمل وتنقلات المنظمات الإغاثية، وكشفت معلومات نشرتها صحيفة الشرق الأوسط، أمس السبت، أنَّ هذه القيود الإضافية شملت قيودًا على تصاريح الدخول والتنقل، والاحتجاز في نقاط التفتيش، والاعتراض على الكثير من المشاريع، مع إلزام المنظمات بتسليمها نسخة من قوائم المستفيدين وعقود تأجير السيارات.
كما واصلت المليشيات الحوثية إصدار مجموعة من المطالب الجديدة المُخصصة لمنح تصاريح السفر، مثل الحصول على نسخة من قوائم المستفيدين وعقود تأجير المركبات وغيرها من المعلومات الحساسة أو المحمية.