جعفر حسن .. كيف نقول وداعاً؟

د. سعيد الجريري

موجعٌ نبأ الفراق. لكن النعي أكيد، ولا مجال للتعلل بذرة أمل. في زمن كورونا.

أحببنا جعفراً الذي تماهى فينا وتماهينا فيه و ماهى بين شجن العراق وأشجان من عدن ولحج وحضرموت، مندغماً في أكثر من هنك، باقتدار الفنان المبدع الخبير بالإيقاعات وجذورها الفنية.

كان آخر تواصل بيننا في ديسمبر الماضي، بعد أن لحن وغنى "حكمة كلام الليل يمحيه النهار" وهي من كلمات الفنان الشاعر الحضرمي أبوبكر التوي. كان سعيداً بأن يتصادى، على رجع ذكرياته الجميلة في عدن، مع ما ينبت في شرايينه بهجة مستعادة. وقد أحسست ذلك في احتفائه بكل ما يمده بعبق من مرحلة لم تكن عابرة في سيرته الإبداعية، فبعثت إليه تحية منظومة أسعدته نكهتها الحضرمية كثيراً:

الله بس يهديك يا جعفر
هيجت أشجان الزمن لي مر
وأشعلت في قلبي المطر أنغام
ذكرتني ... أيام كالأحلام
كانت لنا والقلب كان أخضر
الله بس يهديك .. يا جعفر

أيام حلوة في عدن كانت
بالفن عشناها .. لنا طابت
يا ريت تتجدد لنا وتعود
وتعود تشجينا نغم بالعود
يا بوي كم يحلا بك المسمر
الله بس يهديك يا جعفر

يشتاق لك بندر عدن كله
صيرة، البريقة، البحر والرملة
جدد ليالي العشق .. متعنا
بالدان والألحان والمغنى
صوتك شجي أحلى من الكوثر
الله بس يهديك يا جعفر

ويحن ورد الحب والكادي
في لحج لك يا بلبل الوادي
وأحباب لك في حضرموت الخير
كل من سأل قالوله جعفر غير
في محبتك بوحضرم اتجعفر
الله بس يهديك يا جعفر


مقالات الكاتب