غلق مصنع المياه.. كيف يتمادى الحوثيون في صناعة الأعباء؟
تواصل المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، في استهداف المصانع والشركات، بما يعقّد من الأوضاع الإنسانية والأزمات المعيشية.
ففي هذا الإطار، أغلقت ميلشيا الحوثي الإرهابية، أكبر مصانع المياه المعدنية في صنعاء، وذلك ضمن السياسات التعسفية التي تطال العاملين في القطاعين التجاري والصناعي.
"المشهد العربي" علم من مصادر مطلعة أنَّ عناصر مسلحة من المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، اقتحمت مصنع مياه شملان وقامت بطرد الموظفين والعمال.
ودأبت مليشيا الحوثي الإجرامية على شن حملات على المنشآت الصناعية والتجارية بدعوى تحصيل الزكاة، وسبق أن أغلقت المليشيات عددًا من الشركات والمحال التجارية في صنعاء للمطالبة بتسليم قاعدة البيانات الخاصة بتلك المنشآت بدعوى تحصيل الزكاة.
في سياق متصل، ندَّدت الغرفة التجارية الصناعية في صنعاء بالإجراءات التعسفية والقمعية وإغلاق المحال التجارية، وقالت إن هيئة الزكاة الحوثية تنفذ حملات مسلحة باسم تحصيل الزكاة، واعتبرت تلك الإجراءات مخالفة للشريعة الإسلامية والقوانين، وطالبت بسرعة إيقافها لما تسببه من خسائر لأصحاب المحال المغلقة، التي سبق وأن سددوا الزكاة.
الجرائم الحوثية في هذا الصدد تحمل تداعيات خطيرة فيما يتعلق أولًا بالأوضاع الإنسانية، حيث أن إغلاق مصنع مياه أمرٌ من شأنه من أن يضاعف من أزمة النقص الحادة في المياه، وهي أزمة محتدمة توثّقها الكثير من التقارير الأممية.
ما يبرهن على ذلك أنّ الأمم المتحدة أعلنت في وقت سابق، أنّ هناك 16 مليون شخص يعيشون دون أن يحصلوا على مياه نظيفة، وذلك في ظل معاناة قاتمة من محدودية الوصول إلى المياه.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ إقدام المليشيات الحوثية على إغلاق المصانع والشركات أمرٌ من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، فيما يخص مضاعفة أعداد العاطلين الذين تتقطع بهم السبل، ولا يجدون سبيلًا لتوفير احتياجاتهم اليومية.
ولا يبدو أنّ هناك إمكانية لتحمل المزيد من الأعباء التي تنهال على السكان، بالنظر إلى أنّ الحرب الراهنة خلّفت أزمة إنسانية مرعبة توثّقها الكثير من التقارير الأممية، تتخللها حالة فقر واسعة النطاق.