الجرائم الحوثية.. كيف تفاقم أعباء الجوع والفقر؟
فيما تفشّت أزمة الجوع في اليمن بشكل كبير على مدار الفترات الماضية، فإنّ المليشيات الحوثية الإرهابية تتحمَّل مسؤولية كبيرة عما يجري على الأرض من تفاقم لهذه الأزمة.
ففي خطوة إجرامية، عملت المليشيات الحوثية الإرهابية على ابتزاز التجار وفرض أموال خارجة عن القانون رغم دفع الزكاة.
وكشف محليون أنّ مجاميع المليشيات الحوثية الإرهابية اعتقلت عددًا من التجار الذين ينشطون في عمل الخير ومساعدة المحتاجين في رمضان وأودعتهم سجونها.
وبحسب صحيفة عكاظ السعودية، فإنّ المليشيات الحوثية الإرهابية تطالبهم بالتوقف عن توزيع السلال الغذائية على الأسر الفقيرة.
تُضاف هذه الجرائم الحوثية إلى سلسلة طويلة مما اقترفته المليشيات من انتهاكات واعتداءات ساهمت بشكل رئيسي ومباشر في تفاقم أزمة تفشي الجوع والفقر على صعيد واسع.
وأدّت الحرب الحوثية إلى تفشٍ مرعب للفقر، ودفعت الحرب ثلاثة أرباع السكان إلى تحت خط الفقر، وأصبحت الحرب الاقتصادية التي تتبناها منذ سنوات المحرك الرئيسي للاحتياجات الإنسانية.
وتوثّق الكثير من التقارير الأممية هول هذه الأزمة الإنسانية في اليمن، فمؤخرًا حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، من خطورة المجاعة، وغياب الأمن الغذائي على أربع دول بينها اليمن.
وقال جوتيريش إنّ الوضع الغذائي الحالي في اليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطية وشمال شرقي نيجيريا ودولة جنوب السودان، يعرض أرواح ملايين السكان للخطر، مؤكّدًا أنّ هناك ثغرات ملموسة في تمويل المساعدات الغذائية المخصصة لتلك الدول، داعيًا إلى سرعة التصرف حيال ذلك.
تحذير آخر صدر مؤخرًا عن المكتب المحلي لتنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا" الذي دعا لتمويل فوري من أجل تفادي مجاعة حتمية، وحذر من معاناة 20 مليون مدني من انعدام الأمن الغذائي، وتفشي جائحة فيروس كورونا التاجي.
تعني هذه الأوضاع المتردية أنّه لا توجد أي قدرة على تحمل أي ضربة جديدة توجّهها المليشيات الحوثية، على نحوٍ يستهدف تعميق أزمة الجوع والفقر، بما ينهش في عظام قطاعات عريضة من السكان، وهو ما يقود إلى تصنيف الأزمة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.