الوفاة الغامضة للوزير الحوثي ووالدته.. ما الذي يفعله أبو المليشيات الروحي؟
حالة من الغموض لا تزال تفرض نفسها على مستجدات الأمور في المعسكر الحوثي، فيما يخص وفاة زكريا الشامي وزير النقل في حكومة المليشيات غير المعترف بها ، وهو ابن القيادي المرجعي يحيى الشامي.
زكريا كان قد وافته المنية هو والدته قبل نحو شهر، في ظروف غامضة، ومنذ ذلك الحين كان "يحيى" رافضًا لدفن جثمانيهما.
وفي تطور جديد لهذه الأحداث الغاضمة، وافق يحيى الشامي، الذي يوصف بأنّه الأب الروحي للمليشيات، على دفن نجله ووالدته.
يحيى الشامي كان قد رفض دفن جثمان نجله وطالب بتشريح جثته, بدعوى ذهابه إلى المستشفى وهو في حالة جيدة.
يأتي هذا فيما علم "المشهد العربي" من مصدر مطلع أنَّ المليشيات الحوثية تُرتب لدفن الوزير زكريا الشامي ووالدته يوم الجمعة المقبل.
وأضاف المصدر أنَّ المُسلحين الذين استقدمهم يحيى الشامي إلى منزل العائلة في صنعاء، إثرة وفاة نجله، يواصلون التمركز بالموقع.
وأشار إلى أنّ الشامي وافق على دفن جثته دون معرفة نتائج التحقيق في وفاة نجله ووالدته, غير أن الشامي رفض استقبال العزاء في وفاتهما, في مؤشر على أنه لم يقتص لهما وفق العرف القبلي.
تُشير كل هذه التطورات إلى أنّ الأمور في المعسكر الحوثي لا تسير على نحو هادئ على الإطلاق، لكنّ حالة من الارتباك والغموض لا تزال تسيطر على الموقف.
وفيما لا تُعرف إلى الآن أي ملابسات بشأن الواقعة، ولا ما الذي جرى على مدار الشهر الماضي، ودفع "أبو المليشيات الروحي" لتغيير قراره بدفن الجثمانين، وأي معلومات توصّل إليها قادته إلى اتخاذه قرارًا بعدم تلقي العزاء.
ووفق نظرة تحليلية لكل هذه التطورات، فمن الواضح أنّ وفاة الوزير الحوثي ووالدته ليست طبيعية بأي حالٍ من الأحوال، وبالتالي فمن غير المستبعد أنّها تندرج في إطار "التصفيات" التي تفشّت في معسكر المليشيات.
ما يُرجّح من هذه الفرضية هو تعاطي يحيى الشامي مع الوضع، فعزوف الرجل عن دفن الجثمانين طيلة هذه الفترة أمرٌ يعني أنه يبحث وراء إمكانية أن هناك تصفية قد جرت ضد ذويه.
دلالة أخرى تقوّي من هذا الاحتمال وهو أنّ الأب الروحي للمليشيات استقدم الكثير من العناصر المسلحة لتتولى تأمينه، ما يعني أنّ يبدي تخوفًا من أن يتعرّض لأمر شبيه أو بتعبير أدق "خطر التصفية"، لا سيّما أنّ هذه العناصر لا تزال منتشرة حتى الآن
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ قرار يحيى الشامي بعدم تلقيه العزاء في حالتي الوفاة يعني أنّ الأمر لم ينتهِ بعد، وبالتالي فمن الوارد وبشدة أن يُقدم القيادي المرجعي الحوثي على "الثأر" وفقًا للأعراف القبلية، ما يعني أنّ المعلومات التي جمعها يحيى الشامي توصّلت إلى أنّ الوفاة ليست طبيعية.