اقتطاع رواتب موظفي شبوة.. هل تُطلق سلطة بن عديو الرصاصة الأخيرة؟

السبت 24 إبريل 2021 13:04:20
testus -US

دخل سلاح وقف واقتطاع الرواتب مرحلة جديدة، في إطار مخطط نظام الشرعية "الشيطاني" الذي يستهدف إغراق الجنوب بين براثن الأزمات المعيشية والحياتية المرعبة.

ففي خطوة برهنت على خبث نوايا نظام الشرعية في هذا الإطار، اقتطع محافظ شبوة الإخواني المدعو محمد صالح بن عديو، ألفي ريال من رواتب موظفي المحافظة.

وكشفت مصادر محلية مطلعة عن اقتطاع ألفي ريال من راتب كل موظف بدعوى زكاة الفطر؛ في وقتٍ لا تزال فيه عوائد المحافظة تتسرب إلى قيادات الشرعية الإخوانية.

إقدام السلطة الإخوانية المحتلة لمحافظة شبوة على إشهار سلاح اقتطاع الرواتب أمرٌ لا يثير أي استغراب، وذلك بالنظر إلى أنّ نظام الشرعية دأب طوال الفترات الماضية على وقف صرف الرواتب بما يؤدي إلى خنق الجنوبيين معيشيًّا.

وهناك الكثير من الوقائع التي تبرهن على مدى توظيف نظام الشرعية لهذا السلاح الغاشم بغية خدمة مصالحه الضيقة من جانب، مع إثقال كاهل الجنوبيين بالأعباء.

ففي محافظة لحج، ساوم القيادي الإخواني المدعو مشعل الداعري رؤساء أقسام إدارات التربية في مديرية ردفان بتقديم استقالاتهم مقابل الحصول على الرواتب.

وفي التفاصيل، عمل المدعو الداعري على مساومة العاملين في التربية على رواتب شهر مارس الماضي، لإجبارهم على الرحيل وإحلالهم بعناصر من حزب الإصلاح الذراع السياسية لتنظيم الإخوان الإرهابي.

ويؤكّد مراقبون أنّ إقدام نظام الشرعية على وقف صرف الرواتب أدّى بشكل مباشر إلى إتساع حدة الفقر بين الجنوبيين، في مجتمعٍ تعتمد قطاعاته العريضة على رواتبهم في تدبير شؤون حياتهم.

المرعب أنّ صرف الرواتب متوقّف منذ فترات طويلة للغاية، تصل إلى أكثر من ثمانية أشهر، وما يضاعف من الصعوبات أنّ المجتمع الجنوبي يعتمد على الرواتب أولًا وأخيرًا في تدبير احتياجاته، ما يعني أنّ هذا العداء الإخواني الصارخ يُخلِّف أزمة إنسانية عميقة.

ولعل ما يبرهن أنّ نظام الشرعية يتعمّد خنق الجنوبيين على هذا النحو هي "الوثائق" التي أظهرت مؤخرًا، قيام وزارة المالية بصرف الرواتب للنازحين الذين توافدوا إلى العاصمة عدن من منطلق هجرة اقتصادية، في وقتٍ يُحرم فيه المواطنون الجنوبيون من الحصول على رواتبهم.

بالعودة إلى الخطوة التي أقدمت عليها سلطة بن عديو الإخوانية في شبوة عبر اقتطاع الرواتب، فإنّ الأمور تبقى مرشحة للتصاعد، في ظل الأزمة الإنسانية التي يعيشها المواطنون هناك وبالتالي فهم في غنى عن ظهور أزمات جديدة تزيد الأعباء وتثقل كاهلهم بالأوجاع.

ما يُعضِّد من ذلك أنّ محافظة شبوة غنية بثروة نفطية ضخمة، لكنّ المواطنين لا يستفيدون من هذه الثروة، وذلك لأنّ المليشيات الإخوانية دأبت طوال الفترة الماضية على نهبها وتهريبها إلى مناطق سيطرة الحوثيين ضمن ما باتت تعرف اصطلاحًا بـ"تجارة الأشرار الحرام".