حضرموت بين تطهير الساحل وخطر الوادي.. ذكرى النصر وواقع الخوف
قبل خمس سنوات سنوات، أي في 24 أبريل 2016، كانت مدينة المكلا بمحافظة حضرموت على موعدٍ مع ملحمة عسكرية فريدة سطرتها القوات المسلحة الجنوبية بدعم وإسناد مباشر من دولة الإمارات العربية المتحدة.
قوات النخبة الحضرمية سطّرت ملحمة عسكرية فريدة في مواجهة تنظيم القاعدة الإرهابي، وقد أسفرت المواجهات عن مقتل أكثر من 800 عنصر من عناصر "القاعدة"، وفرار عناصر أخرى من التنظيم.
وفي هذه المعركة، نجحت قوات النخبة الحضرمية في تفكيك كميات ضخمة من الألغام والمتفجرات، وذلك بعد إجراء عمليات مداهمة واسعة في المنازل والجبال والوديان والمزارع، في أعقاب طرد التنظيم الإرهابي.
الدعم الإماراتي لم يقتصر على المواجهات العسكرية في ساحل حضرموت، لكن بعد عملية "التطهير" لعبت دولة الإمارات دورًا بارزًا ومهمًا في سبيل تحقيق الأمن في كافة أرجاء المنطقة، بما يضمن عودة هذه العناصر الإرهابية من جديد.
ولفترات طويلة جدًا، تحقّق الاستقرار الأمني في محافظة حضرموت بفضل جهود النخبة الحضرمية التي تمكّنت من استعادة القوة العسكرية والأمنية في المحافظة، بفضل الدعم الذي قُدِّم من الإمارات في هذا الإطار.
هذه الجهود نظر إليها مراقبون، بأنّها مثّلت علامة فارقة ونقطة تحوّل للمناطق التي تم تحريرها من العناصر الإرهابية، لتشكّل نموذجًا يمكن أن يُحتذى بها في مكافحة التنظيمات المتطرفة.
تحقّق هذا الأمر بفضل جهود ضخمة بذلتها دولة الإمارات التي تولت تدريب الأجهزة الأمنية ودعمها بما يُمكّنها من تحقيق الأمن بشكل كامل، فضلًا عن استحداث نقاط عسكرية ترمي إلى حفظ الأمن في المنطقة بشكل كامل.
على الرغم من هذه المنجزات التي تحقّقت على مدار السنوات الماضية، جاء نظام الشرعية المخترق إخوانيًّا، ليعبث بأوضاع وادي حضرموت، من خلال إفساح المجال أمام عودة العناصر الإرهابية للتمّدد على الأرض.
وباتت المعسكرات التابعة لنظام الشرعية في وادي حضرموت مسرحًا يؤوي الكثير من العناصر الإرهابية التي تعمل بتنسيق مباشر مع المليشيات الإخوانية، لخدمة إرهابها الخبيث.
وفي الفترة الماضية، تفاقمت عمليات الاغتيالات التي استهدفت على وجه التحديد الكوادر الحضرمية كما طالت رجال النخبة بغية تفكيك القوة الأمنية التي حقّقت الانضباط الأمني.
يشير كل ذلك إلى أنّ الأمور تتجه نحو إعادة عجلة الزمن إلى الوراء، فيما يخص إقدام نظام الشرعية على إعادة نشر العناصر الإرهابية، وبالتالي تهديد الاستقرار في المنطقة بشكل كبير.
وقبل أن تخرج الأمور عن السيطرة، فإنّ التعويل يبقى قائمًا على التحالف العربي لأنْ يعمل على إصلاح هذا الوضع العبثي، واتخاذ موقف صارم تجاه الممارسات الإرهابية للمليشيات الإخوانية.