قاطنو مناطق الحوثي.. موتى على قيد الحياة
فيما تصر المليشيات الحوثية على إطالة أمد الحرب، فإنّ السكان الذين يقطنون المناطق الخاضعة لسيطرة هذا الفصيل يواجهون أزمات معيشية مرعبة منذ عدة سنوات.
محافظة صنعاء واحدة من أكثر المناطق التي تشهد أزمات إنسانية متصاعدة، من جرّاء خضوعها للقبضة الحوثية، منذ أن أشعلت المليشيات المدعومة من إيران حربها العبثية في صيف 2014.
ففي هذا الإطار، أكدت صحيفة "الشرق الأوسط" - اليوم السبت - ارتفاع معدلات المعاناة لدى سكان صنعاء، جراء ممارسات مليشيات الحوثي الإرهابية.
الصحيفة قالت إنَّ المدينة أصبحت بدون مقومات للعيش فيها في ظل غياب الرواتب والغاز والكهرباء والماء، إلى جانب نهب المليشيات الإرهابية للمساعدات الإنسانية.
وأضافت أنّ المدينة تحولت على يد الحوثيين إلى ما يشبه الإقطاعية الإيرانية التي يملكها حصرًا أقارب زعيم المليشيات والمنتمين إلى سلالته، حيث تسرح وتمرح فيها تلك المليشيات وتقتل وتنهب كيفما تشاء دون حسيب أو رقيب.
كما أنَّ التدمير الحوثي المُنظم لكل مقومات الاقتصاد ونهبها المتكرر لجميع الموارد تسبب - وفق الصحيفة - في انهيار كبير ومُتسارع في قيمة العملة المحلية، إلى جانب ارتفاع غير مُبرر في الأسعار، واختفاء المواد الأساسية وغياب الخدمات.
توثّق هذه المعلومات حجم الأزمات الإنسانية المروّعة التي تحاصر السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وهي أزمات صنعتها المليشيات بشكل متعمد لتفسح المجال أمام حدوث فوضى مجتمعية بما يُمكّنها من إحكام قبضتها على هذه المناطق بشكل كامل.
ولعل المشهد الذي يوثّق حجم معاناة السكان في صنعاء وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين هو التزايد المخيف في عدد المتسولين، وهم بالملايين ممن أولئك الذين تقطّعت أمامهم السبل وفقدوا القدرة على تدبير احتياجاتهم.
تصاعد حدة الفقر على هذا النحو مرتبط بعاملين رئيسيين، أولهما الإصرار الحوثي على وقف صرف الرواتب وهو ما يعيق قطاعات كثيرة من السكان من إمكانية قضاء حوائجهم، لا سيّما لأولئك الذين ليس بإمكانهم توفير مصدر دخل بديل.
في الوقت نفسه، فإنّ المليشيات الحوثية تمادت في ارتكاب جرائم نهب المساعدات، وهي رصاصة غادرة نهشت في عظام قطاعات عريضة من السكان، ممن لم يتمكّنوا من الحصول على هذه المساعدات بعدما طالتها يد النهب الحوثية.
هذه الصنوف من الإجرام الحوثي وغيرها كثير، ولّدت أزمات إنسانية مخيفة في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات حتى بات التوصيف الأدق لمن يحيون في هذه المناطق بأنّهم موتى على قيد الحياة، وأجسادٌ لم يتبق بداخلها إلا نبضات قلب.