اتهامات بومبيو.. كيف توقِد إيران لهيب الحرب الحوثية؟
فيما يصر الحوثيون على إطالة أمد الحرب وتهديد أمن المنطقة، فإنّ الأنظار تتوجّه ناحية الدور الإيراني الخبيث الذي يُحرِّك المليشيات في حرب بالوكالة.
ففي اتهام جديد يوثّق حجم الدور الخبيث الذي لعبته طهران في هذا الصدد، صرّح وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو أنَّ إيران تقدم الدعم العسكري للمليشيات الحوثية الإرهابية وتزودهم بمنظومة أسلحة.
وأكد وزير الخارجية في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أن رفع تصنيف الإرهاب عن الحوثيين الإرهابيين المدعومين إيرانيًا، خطأ فادح.
وتمنى بومبيو أن يتمكن الكونجرس الأمريكي من فرض نظام العقوبات الذي تم اعتماده في عهد ترامب ضد إيران.
تصريحات بومبيو تُضاف إلى سلسلة من الضغوط الدبلوماسية التي تمارس تجاه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تُظهر قدرًا كبيرًا من التراخي والتساهل بما يُفسِح المجال أمام تفاقم وتمادي إرهاب المليشيات.
ولا شك أنّ مواجهة إرهاب الحوثيين مرتبط بدور حيوي يتوجب أن تتم ممارسته على صعيد واسع، يخص ضرورة مواجهة الدور الخبيث الذي تلعبه إيران في تحريك المليشيات لتخوض حربًا بالوكالة عوضًا عنها.
وهناك الكثير من الأدلة والاتهامات التي فضحت حجم الدعم الإيراني الخبيث الموجّه للحوثيين، والدور الذي لعبه بشكل رئيسي في إطالة أمد الحرب على مدار الفترات الماضية.
وقبل أيام، أكّد المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج أنّ دعم إيران للحوثيين كبير جدا وفتاك.
وقال ليندركينج في جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي: "إيران تدعم الحوثيين بطرق عديدة، منها من خلال التدريب وتزويدهم بدعم فتاك ومساعدتهم على صقل برامجهم للطائرات المسيرة والصواريخ".
وأضاف: "للأسف، كل هذا يحدث آثارا قوية للغاية حيث نرى المزيد والمزيد من الهجمات على المملكة العربية السعودية، وربما دول أخرى، أكثر دقة وأشد فتكا. ولذا، فإن هذا مبعث قلق شديد بالنسبة لنا".
وتابع: "دعم إيران للحوثيين كبير جدا وفتاك"، مشيرا إلى أنه "لا يرى أي مؤشرات على أن إيران تدعم الحل السياسي في اليمن".
ومؤخرًا أيضًا، أكَّد تقرير أعده خبراء الأمم المتحدة وعرض على مجلس الأمن، أن جهات وكيانات إيرانية متورطة بإرسال أسلحة إلى مليشيات الحوثي في اليمن.
وجاء في تقرير للخبراء المستقلين المراقبين لنظام العقوبات الخاصة باليمن، أنَّ "هناك كمية متزايدة من الأدلة التي تثبت أن أفرادا أو كيانات من داخل إيران متورطون في إرسال أسلحة ومكوناتها إلى الحوثيين".
بالإضافة إلى ذلك، فقد عرضت وزارة الدفاع الأمريكية صورًا لأسلحة وصواريخ إيرانية، دعمَّت بها طهران مليشياتها الإرهابية لنشر الفوضى في اليمن.
هذه الصور، التي لاقى عرضها ردود أفعال واسعة، بيّنت عددًا من الأنظمة الإيرانية والأسلحة المتنوعة التي كانت بأيدي الحوثيين، وتثبت انتهاك إيران السافر لقراري الأمم المتحدة 2216 و2231.
تزايد الأدلة التي تفضح حجم الدعم الإيراني للحوثيين على الصعيد التسليحي تزامن معه تخلي طهران عن فرض سياج من السرية على هذا الدعم، حيث مالت إلى الاعتراف بهذا الدعم.
ففي إقرار لافت وغير معتاد، اعترف القيادي في فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني رستم قاسمي، بتسليح مليشيا الحوثي الإرهابية.
القيادي العسكري الإيراني قال في تصريحات صحفية إنَّ "ما تمتلكه المليشيا الحوثية من أسلحة بفضل مساعداتنا"، متحدثًا عن انتشار ضباط إيرانيين مع المليشيات الحوثية في اليمن، وتدريب عناصرها.
وكان المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارجي قد أكّد في وقت سابق، أنّه تم وضع التقنيات الدفاعية لإنتاج الصواريخ والمسيرات تحت تصرف اليمنيين"، في إشارة إلى الحوثيين، حلفاء طهران.
يُشير كل ذلك إلى حجم الإصرار الإيراني على توظيف الحوثيين في حربٍ بالوكالة تهدّد أمن المنطقة برمتها، وهو ما يستوجب أن يتصدى المجتمع الدولي بمواجهة حاسمة، لهذه المؤامرة التي ينفّذها هؤلاء الأشرار.