صفقات مأرب.. أحضان الإرهاب بين الحوثيين والإخوان

الجمعة 30 إبريل 2021 13:07:42
testus -US

في الوقت الذي يتمدّد فيه الحوثيون على الأرض بغية حسم معركة مأرب، فإنّ نظام الشرعية المخترق إخوانيًّا بدلًا من أن ينخرط في مواجهة عسكرية للدفاع عن الأرض، واصل حلقات تآمره وانبطاحه أمام المليشيات المدعومة من إيران.

الحديث عن صفقات جديدة عقدتها المليشيات الإخوانية الإرهابية مع الحوثيين، برهنت على مدى خبث نظام الشرعية وأنّه لا يولي للحرب على المليشيات الحوثية أي اهتمام على الإطلاق.

ففي الأيام القليلة الماضية، كثَّفت مليشيا الشرعية الإخوانية من صفقاتها السرية مع الحوثيين الإرهابيين، لتحرير الأسرى من عناصر المليشيات من قبضة قبائل مأرب المدافعة عن المحافظة.

وللمرة الثانية خلال أيام، فضحت المليشيات المدعومة من إيران تحرير مليشيا الشرعية الإخوانية تسعة من عناصرها في مأرب، بعد واقعة مماثلة سبقتها بثلاثة أيام، شملت 22 حوثيًا إرهابيًا.

وتتكتم الشرعية الإخوانية على صفقاتها مع مليشيا الحوثي لتحرير عناصر الأخيرة، والمقابل الذي تتحصل عليه من صفقاتها مع المليشيات في ظل حرب مستعرة، بدلًا من إسناد قبائل مأرب في مواجهتها.

وتثير العلاقات المريبة بين الشرعية الإخوانية ومليشيا الحوثي الإرهابية، الشكوك حول أهداف الطرفين من التصعيد في مأرب، واستغلالهما العدوان على المحافظة لمصالح خاصة.

إقدام المليشيات الإخوانية على السير في هذا المسار الخبيث أمرٌ يحمل الكثير من الدلالات والحقائق حول طبيعة الأجندة التي وضعها تنظيم الإخوان، وهو المتحكم الأول في مجريات الأمور في نظام الشرعية.

وطوال الفترات الماضية، مثّلت صفقات الأسرى أحد الأدلة على مدى التقارب الخبيث الذي يجمع بين الحوثيين والإخوان، على نحوٍ برهن على أنّ المليشيات التابعة لنظام الشرعية يسير مشروعها بما يتوافق مع الحوثيين في الأساس.

كما أنّ إقدام المليشيات الإخوانية على ممارسة هذا القدر من "الانبطاح" أمام الحوثيين في وقتٍ تكثّف فيه المليشيات من عملياتها لحسم معركة مأرب أمرٌ لا يثير أي استغراب، بالنظر إلى السجل الأسود لنظام الشرعية الذي يعج بوقائع تسليم الجبهات للحوثيين، بما ذلك جبهة مأرب ذاتها التي كانت شاهدةً على خذلان إخواني واسع النطاق.

المليشيات الحوثية كانت قد اجتاحت جبهة مأرب قبل أشهر، وذلك بعدما أفسحت لها المليشيات الإخوانية المجال للتمدّد على الأرض، وذلك في إطار مسلسل خيانات وتآمر هذا الفصيل المسيطر على معسكر الشرعية، ولا يولي أي اهتمام بالحرب على الحوثيين.

إقدام المليشيات الإخوانية على انتهاج هذا النهج وهو يخدم المشروع الحوثي الخبيث، فهو يضر كثيرًا بجهود التحالف العربي الرامية إلى القضاء على الإرهاب الحوثي باعتبار أنّ المليشيات المدعومة من إيران تتاح لها فرصة التمدّد على الأرض بشكل أكبر من خلال ما يمارسه الإخوان من تآمر واسع النطاق.

يشير ذلك بكل وضوح إلى أنّ استمرار القبضة الإخوانية الإرهابية على نظام الشرعية أمرٌ شديد الخطورة فيما يخص بأنّ هذا النفوذ يعطي الفرصة للمليشيات الحوثية للتمدّد على الأرض.

في الوقت نفسه، فإنّ المليشيات الإخوانية وهي تسير في اتجاه التآمر مع الحوثيين، فهي تكثّف من آلتها العدائية ضد الجنوب وشعبه، تعبيرًا عن أنّ المعركة الحقيقية لنظام الشرعية تبقى تستهدف احتلال الجنوب ونهب ثرواته ومصادرة مقدراته.