جبايات الحوثي.. أعباءٌ على السكان وصراعات بين عناصر المليشيات
يومًا بعد يوم، تتوسّع المليشيات الحوثية الإرهابية في ارتكاب جرائم فرض الجبايات بما يُمكّن قيادات وعناصر هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران من تكوين ثروات ضخمة.
توسّع الحوثيين في فرض الجبايات على هذا النحو أمرٌ تزامن معه ظهور الكثير من صراعات الأجنحة التي اندلعت وتفاقمت في صفوف المليشيات، وذلك في إطار تسابق عناصر هذا الفصيل الإرهابي على الاستئساد بأكبر حصيلة ممكن لهذه الأموال.
وفي إطار هذه الصراعات، استولى القيادي الحوثي المُعين من المليشيات الإرهابية وكيلًا لمحافظة إب، المدعو علي النوعة، على نقطة تحصيل لصندوق النظافة بمدينة القاعدة في مديرية ذي السفال، وفرض محصلين جدد، في مؤشر على خلاف مع المحافظ الحوثي.
مصادر محلية مطلعة قالت إنَّ المحافظ المعين من المليشيات المدعو عبدالواحد صلاح، رد بتحرير مذكرة لإدارة الأمن الخاضعة للمليشيات الحوثية، لضبط مدير فرع القاعدة واتهامه بمخالفة القانون، وإحالته للجهات القضائية المختصة وحماية نقطة التحصيل أمنيًا.
وفشل المحافظ الحوثي في تغيير الوضع وفق المصادر التي أشارت إلى أنّ المدعو النوعة لا يزال يفرض هيمنته على النقطة، ويحصل رسومها لصالحه.
وأشارت المصادر إلى أنّ قيادات المليشيات الحوثية الإرهابية، تتصارع على نقاط التحصيل في محافظة إب، لتوريد الجبايات لصالحها.
وكان القيادي الحوثي المدعو علي النوعة قد أقدم قبل ثلاثة أسابيع، على إغلاق صندوق نظافة بسلاسل حديدية، نتيجة حدة الصراع بين تلك القيادات.
هذه الواقعة بتفاصيلها وتطوراتها تكشف حجم الخلافات التي نخرت في عظام المليشيات الحوثية، على نحوٍ يقدم المزيد من الأدلة على أنّ الفصيل الإرهابي يضم مجموعة من المرتزقة الذين لا يشغلهم إلا نهب الأموال وسرقتها.
المثير للانتباه أنّ الخلافات الحوثية على نهب هذه الأموال بلغت حد التسابق المسلح، بدليل حجم المواجهات العسكرية التي اندلعت على مدار الفترات الماضية بين قيادات وعناصر هذا الفصيل الإرهابي.
ولا شك أنّ الحلقة الأضعف في هذا الإطار يظل هم المدنيون الذين يتكبّدون كلفة باهظة للغاية من جرّاء تمادي المليشيات الحوثية الإرهابية في فرض الجبايات والإتاوات على السكان.
الجرائم الحوثية في هذا الصدد مرتبطة في الأساس بأنّها تؤدي إلى تفاقم حدة الفقر بين السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات، حيث يضطر هؤلاء السكان لدفع الأموال خشية أن يتعرّضون للفتك الحوثي، وفي الوقت نفسه فإنّ الأمر يكون مصحوبًا بتزايد الأعباء الإنسانية عليهم.