مزاعم تحرير مأرب.. حيلة إخوانية مفضوحة لاستقدام النفوذ التركي
لم تكتفِ المليشيات الإخوانية الإرهابية بممارسة حلقات واسعة من التآمر في جبهة مأرب، على نحو مكّن الحوثيين من التمدّد على الأرض، لكن حلقة الخيانة اتسعت من خلال محاولة استقدام النفوذ التركي.
على الأرض، اجتاحت المليشيات الحوثية جبهة مأرب قبل عدة أسابيع، وذلك بعدما أفسحت لها المليشيات الإخوانية المجال للتمدّد على الأرض، وذلك في إطار مسلسل خيانات وتآمر هذا الفصيل المسيطر على معسكر الشرعية.
هذه الخطوة التي لم تثر أي استغراب بأي حالٍ من الأحوال اكتملت بخطوة عبثية جديدة مارستها المليشيات الإخوانية، تمثّلت في العمل على محاولة استقدام النفوذ التركي.
فعلى مدار الأيام القليلة الماضية، لوحظ الكثير من الدعوات التي أطلقها عناصر حزب الإصلاح الإخواني، في الاستنجاد بتركيا بزعم مواجهة التمدّد الحوثي في جبهة مأرب.
ولم تراعِ الدعوات الإخوانية أي خجل وهي تدعو أنقرة بشكل واضح وصريح لتكرار سيناريو التدخل في ليبيا، على الرغم من التبعات الكارثية التي لحقت هناك من جرّاء الممارسات التركية على الأرض.
ويملك حزب الإصلاح باعًا طويلة فيما يخص محاولة إفساح المجال أمام النفوذ التركي ليتفشى في اليمن على نحو متسارع، في محاولة لخدمة المصالح الإخوانية في هذا الإطار.
ودائمًا ما تعمل تركيا على تقديم دعم لحزب الإصلاح على مختلف الأصعدة، وهناك الكثير من الشواهد على ذلك، عبر أطراف إخوانية تقيم في تركيا، وباتت الجسر الذي يقدم هذا الدعم على الأرض، وذلك على مختلف الأصعدة.
يُستدل على ذلك بما كشفته المعارضة التركية في وقتٍ سابق، بأنّ مخابرات أنقرة تعمل على تكرار السيناريو الليبي في اليمن وذلك من خلال إرسال آلاف المقاتلين المرتزقة والإرهابيين من سوريا إلى اليمن، لدعم حزب الإصلاح.
الأمر نفسه أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت سابق، عندما أكّد أنّ أنقرة عملت على تجهيز مئات المسلحين المرتزقة لإرسالهم للقتال في اليمن، تحت راية تركيا، مقابل مبالغ مالية كبيرة قد تصل إلى 5 آلاف دولار شهريا لكل مقاتل.
دليل آخر على التسلّل التركي إلى اليمن عبر بوابة حزب الإصلاح تمثّل في إرسال العشرات من ضباط المخابرات تحت شعار هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، بعد أن حصلوا على تسهيلات من العناصر الإخوانية.
يشير كل ذلك إلى أنّ تركيا تحاول استغلال أي فرصة من أجل تعميق نفوذها على الأرض في اليمن، وهو أمرٌ يمثّل مصلحة كبيرة لتنظيم الإخوان الإرهابي، كما يضر في الوقت نفسه بجهود التحالف العربي الرامية إلى تحقيق الاستقرار.