صمود القبائل في مأرب يشعل الصراع بين الحوثي والشرعية
استطاعت قبائل مأرب أن توجه صفعة إلى المليشيات الحوثية الإرهابية وكذلك الشرعية الإخوانية بعد أن استطاعت وقف مخطط تسليم وتسلم المحافظة، وهو ما كان سببا في اشتعال صراع خفي بين الطرفين طيلة الأيام الماضية قبل أن يظهر للعلن من خلال تسهيل العناصر المدعومة من إيران عملية إشعال النيران في مركز برافو التجاري المحترق في حي شميلة بصنعاء، والمملوك لجنرال الإرهاب علي محسن الأحمر.
وجهت قبائل مأرب عدة ضربات إلى الطرفين بحجر واحد تمثل في صمودها بمواجهة المليشيات الحوثية، إذ أنها عرقلت المخططات الإقليمية التي كانت ترمي لأن تصبح المليشيات الحوثية مسيطرة على الشمال فيما تذهب الشرعية لإيجاد موطئ قدم لها بالجنوب وهو المخطط الذي كانت ترعاه دول تركيا وقطر وإيران، كما أنها عطلت خطط الحوثي والإخوان التي قامت على توزيع مقدرات الشمال والجنوب بينهما.
وكذلك فإن القبائل استطاعت أن تثبت خيانة الشرعية الإخوانية وكذلك ضعف المليشيات الحوثية التي ارتكنت على أنه سيجري تسليم مأرب إليها من دون قتال، لكنها فوجئت بأنها أمام قوة مسلحة على الأرض كما أنها تلقت ضربات قاسمة من التحالف العربي جوا وهو ما أرغمها على وقف تقدمها بالرغم من استمرارها في المعارك على مدار الأشهر الماضية.
يرى مراقبون أن المليشيات الحوثية تضغط على مليشيات الإخوان من أجل إثناء القبائل على مواجهتها وهو ما انعكس على محاولات الشرعية شراء ذمم أبناء القبائل وإغرائهم لترك الجبهات طيلة الأشهر الماضية، غير أنها لم تفلح في مهمتها وبدا أبناء القبائل مصممين على الدفاع عن أرضهم وأدركوا أن محافظتهم تتعرض لنفس أساليب الخيانة التي تعرضت لها باقي محافظات الشمال من قبل.
وسربت مليشيا الحوثي الإرهابية، معلومات عن ملكية الجنرال الإرهابي علي محسن الأحمر، لمركز برافو التجاري المحترق في حي شميلة بصنعاء، وتؤول ملكية الأرض التي يقع عليها المركز – منذ العام 2012 – للإرهابي على محسن، بعملية بيع ملتوية، انتهت بتشييد المركز بشراكة تجارية مع آخرين.
ويرى مراقبون أن الواقعة تعبر عن غضب المليشيات المدعومة من إيران، من صمود أبناء قبائل مأرب، وتعثرها في المعركة على وقع ضربات القوات الجوية للتحالف العربي، ومماطلة الجنرال الإرهابي في تسليمها على غرار معسكرات نهم والجوف وغيرها.
وتؤشر الواقعة على غضب بين قيادات المليشيا الإرهابية، من تعطل المخطط الإخواني الحوثي على تسليم المحافظة، بعد الصمود الأسطوري للقبائل، بشكل بعثر حسابات الطرفين.
ويعتبر المراقبون أن الحريق مجرد رسالة من المليشيا للجنرال الإرهابي مفادها أنه لم يعد تخاذلك عن معركة الدفاع عن مأرب كافيا، وعليك المساهمة في كسر شوكة القبائل وشق صفها لإنهاء تلاحم أبنائها على الجبهات.
وينظر المجتمع الدولي لصمود مأرب أمام آلة الحرب الحوثية، كوسيلة ضغط على المليشيا المدعومة من إيران لجرها إلى طاولة المفاوضات، بعد فشلها في السيطرة على المحافظة.
واحترق مركز برافو سنتر في مدينة صنعاء صباح اليوم الأحد، وسط ملابسات غامضة، وقال شهود عيان لـ "المشهد العربي" إن دخانا أسود تصاعد من المركز الذي يعد من كبار المراكز التجارية وهو مغلق صباحا قبل أن تتصاعد ألسنة اللهب منه.
وأضافوا أن الحريق دمر المركز التجاري الذي يقع في منطقة شميلة جنوبي صنعاء، وأشاروا إلى أن المواطنين أبلغوا الدفاع المدني، غير أن عربات الإطفاء أتت متأخرة كالعادة.