الحرب الحوثية وسوء التغذية.. كلمة النهاية التي لم تُكتَب بعد
يُمثّل سوء التغذية إحدى الأزمات الإنسانية والصحية المروعة التي نجمت عن الحرب الحوثية، وكبّدت السكان لا سيّما الأطفال، كلفة إنسانية مرعبة.
وكثيرًا ما حذّرت منظمات أممية ودولية من خطورة تفشي أزمة سوء التغذية من جرّاء الأوضاع المزرية التي خلّفتها الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014.
وسبق أن حذّر مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، من معاناة أكثر من 2.25 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، وقال إنَّ أكثر من مليون امرأة حامل ومرضعة مهددة بسوء التغذية.
هذا الواقع المرعب دفع إلى ضرورة تكثيف الجهود الإغاثية من قِبل المنظمات الدولية دفعًا نحو محاولة التصدي لهذا الخطر الذريع الذي يحاصر المدنيين.
وتتويجًا لهذه الجهود، فقد كشفت منظمة الصحة العالمية عن إنقاذ حياة سبعة آلاف و682 طفلًا من سوء التغذية الحاد الوخيم.
وأشارت المنظمة الأممية في تغريدة على تويتر، اليوم الثلاثاء، إلى دعم ألف و442 عاملًا صحيًا في مراكز التغذية العلاجية بالحوافز المالية.
صحيحٌ أنّ هذه الجهود تحمل أهمية بالغة فيما يخص تمكين السكان من تجاوز الأعباء التي خلّفتها الحرب، لكنّ التحدي لا يزال طويلًا على ما يبدو لكتابة كلمة النهاية على هذه المعاناة.
يُستدل على ذلك بما كشفته منظمات الأغذية والزراعة (فاو) والأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والأغذية العالمي والصحة العالمية، في وقتٍ سابق، من خطر معاناة مليونين و300 ألف طفل دون الخامسة في اليمن من سوء التغذية الحاد في العام نفسه.
وذكر بيانٌ مشترك صادر عن المنظمات الأربع أنَّ الأرقام في تقرير سوء التغذية الحاد للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، تشير لارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد والحاد الوخيم بمقدار 16٪ وَ 22٪ على التوالي بين الأطفال تحت سن الخامسة، بالمقارنة بالعام الماضي.
تكشف هذه الأرقام والإحصاءات حجم الأعباء التي تكبّدها السكان من جرّاء الأزمة المستعرة التي خلّفتها الحرب الحوثية القائمة منذ أكثر من ست سنوات.
الواقع المؤلم الراهن يفرض ضرورة العمل على تكثيف الجهود الإغاثية والإنسانية بما يساهم في كبح جماح الأعباء الناجمة عن الحرب، على وجه السرعة.