فلسطين عربية.. فهل تغضب؟
ياسر الأعسم
* قدسنا، قبلتنا الأولى، ومسرى نبينا - صل الله عليه وسلم - ،وفتح الخليفة الفاروق، و نصر صلاح الدين، قد تخذلها مواقفنا، و تهزمها خيانتنا، وتضيع مفاتيحها عمراً، ولكن لأبد أن نعود إليها يوماً من كل مكان، لكي نصلي.
* فلسطين التي ولدت وخارطتها على جدار كوخنا الخشبي، وقد كانت أمانة جدي وقبله جدي، وأوصاني وإخوتي بها أبي الغالي رحمة الله تغشاهم، ومثل كل عربي ساتركها وصية لأبنائي.
* فلسطين قضيتنا المصيرية، التي علمونا منذ نعومة أظفارنا في بيوتنا، ومدارسنا، أنها حق وشرف الأمة، لن تموت وبطون نسائنا خصبة، وستنجب كل يوم ألف طفلاً و طفلة، وسنعلمهم الدرس نفسه، وسنعلمهم أيضاً حب الحياة، وأن يزرعوا في كل طريق زهرة، وإن كان لأبد من الموت، فالأشجار ليست أكثر شرفاً منا.
* أرضنا فلسطين عربية ملامحها، وبشرتها قمحية، كبساتين الزيتون القديمة، وتجاعيد شيخاً طاعناً في مخيمات الشتات، مازال محتفضاً بمفتاح داره في (حيفا) أو (يافا) أو (الناصرية)، واسم أبنته الكبرى (نكبة)، وحفيدته الصغرى (عودة )، لكي لا ينسى، ولا أحدً سينسى، فالتراب الذي يستودع رفأتنا، ويتوسده إرثنا، ومجدنا رائحته عربية.
* فلسطين محمود درويش ثائرة كقصائدة، وعربية كقهوة أمه وأمي، فهل تغضب؟، فمازال صوت فيروز الملائكي يحج بنا إلى زهرة المدائن، وكم مشينا إليها في مواكب مرسيل خليفة، بأيدينا أغصان الزيتون، وعلى أكتافنا نعوشنا.
* فلسطين عربية، ولن نطوي صفحة محمد الدرة، ومجازرهم في كفر القاسم، ودير ياسين، وبير السبع ،وصبرا و شاتيلا، فنحن جيل أكثر من سبعون عاماً باعونا شعارات الوهم، وعزلونا بجدران الضعف، وإن عجزنا عن تحريرها، ستاتي أجيالاً بعدنا ستحاكمهم على كل قطرة دم سقطت ظلماً على الأرض الفلسطينية، وكل الدول العربية.
* موعدنا يوم الفتح الأكبر، وسندخل مدينة القدس من أبوابها الأحد عشر ، وستؤذن كل مساجدها، وستقرع أجراس كنائسها، وسنصلي وراء الأنبياء بسلام.