عدن خضراء

* كعادتهم في السنوات الأخيرة، بيارق الهاشمي يربحون القمة بجدارة، و يصنعون فرحة خضراء على وجوه شعب مدينة الشيخ عثمان، وعشاقهم وجماهيرهم في كل مكان.

* عدن اليوم خضراء، بعد انتصار فريق وحدة عدن على قطب المدينة الآخر فريق التلال، بنتيجة كبيرة و قاسية،بثلاثية نظيفة و تاريخيه، وذلك في المواجهة التي شهدها ملعب الحبيشي ضمن بطولة دوري عدن الممتاز.

* أن يفوز فريق وحدة عدن و يحتل الصدارة، هذا أمر طبيعي وليس بجديد ، فالنادي يعيش أفضل فتراته، ويملك لاعبين من طراز رفيع و نجوم في كل الخطوط ، بداية من (هروش)في حراسة خشباته الثلاث، ومرورا باخبير الدفاع القائد (بارويس) و رئيس دولة خط الوسط (أحمد سعيد) ووزيره المجتهد (بن حميد) والشاطر ( العطاس) في الهجوم، إضافة لكل كتيبة المبدعين و المحاربين الذين يتألف منهم الفريق، ومن خلفهم إدارة ناجحة برئاسة الدكتور (معاوية)، والتي لم تبخل بجهد أو مال وصنعت فريق بجودة عالية، ولا تنام لتحلم ، و لكنها تسهر حتى يكون الأخضر الأول في كل بطولة.

* قلبنا أخضر ولا نخفي سعادتنا بفوز الوحدة، ولكن من جانب آخر ، نشعر بالحزن على التلال الكبير الذي ظهر مستسلما للهزيمة منذ البداية ، فليس هذا العميد الذي ولد على منصة البطولات.

* قهري على جماهير القلعة الحمراء العظيمة، فلأول مرة نراها صامتةفي مشهد لم نتصور يوما أنه يمكن أن يحدث، ولا نعتقد أنه يمكن أن يتكرر ، وهي التي تهز جدران الملعب وتشعل مدرجاته براكين حمراء ويرقص على صوت أهازيجها كل الوطن.

* أتوا إلى المباراة وفي قلوبهم عشق أبدي وفي نفوسهم رجاء بأن ينتفص تلالهم ،ويتجاوز المحنة ونتائجه السلبية، ولكنهم عاشوا ليلة حزينة،بعد أن خذلتهم إدارتهم ولاعبيهم، و ربما الواقع والسياسة.

* النادي الذي يتوسد تاريخه مجد عمره أكثر قرن، مر طوال مسيرته بالكثير من العثرات والمحن، وكانت روحه الحمراء حاضرة في المواقف الصعبة ولا تقبل المساس بهيبته، ولكن هذه الروح مع الاسف غابت في مواجهة اليوم ، ففقد الفريق مقاومته وظهر بحالة تعيسة.

* ندرك أن الهزيمة ليست النهاية، وأن الفرق الكبيرة تمرض ولا تموت، ولكن على التلاليين مراجعة حساباتهم ، فالخروج من الأزمة يحتاج لمواقف شجاعة ونوايا صادقة ، وليس كلام فقط أو صراع وبعسسة.

* طالما زينت الرياضة وجه عدن وجعلتها مختلفة، ونجدها مناسبة لندعو السلطة في عدن إلى تحتمل مسؤوليتهم اتجاه أنديتها، وأولهم نادي التلال، فهو وجه رياضة عدن والوطن، فلا تتركوه يدخل في نفق قد لا يخرج منه.